مقالات ونصوص متنوعة

مني إليك.. والذكرى ظل لا يفارق بقلم:آية ناصر برغوث

دون بداية بالمرحبًا أو نهاية بالوداع، هكذا دون مقدمات من وحي صورة ما فارقت مخيلتي، أكتب إليك بحبرٍ خاص.. ولهًا خفيًا بين السطور معناه جليًا -لا تنكر- يرشق على فؤادك الحبيب وابلًا من فراشات الفرح التي ستُظلل عليك وتحوم حولك عمرًا طالما لا يخلو العمر من الذكرى ذكرانا، سرمدية مُشتعلة تُذيب في فلكِ قلبينا ذرات ماسٍ تمسّ من ذاق حلاوة العشق ومن لم يُغمِّس من عسله النَّقي بعد، أقول ذلك لأن أشدُّ مرّ العشق حُلوًا أيها العزيز لا تنسَ، تتناثرُ شُعل الماسّ حيث أنت، ترسمُ في القلب دوائرًا تُتيه كلّ من استغفله عقله ليدسّ نفسه في جانب منه اعتقادًا بقدرته على تنحيةِ من سكن بين الخفقات، تلك الشُّعل تملأ الزوايا بنور يعمي القلب عمن سوى محبوبه.. تظلّ متوهجة مهما غبرّتها رياح الأزمات، وأطلّت عليها كآبة الأزمان، ومضى عليها العمر واختلطت عليها الأماكن، وكلّ جوانب الظلام في قلبِ العشاق نار تقِيد، أقول العُشاق وليس العَشاق كما فرّقت.
مني إليك، قلب وذاكرة لا يغفلان عنك، وفيك وحدك حروف تنازعُ بعضها لتُشكل الاعتراف تلو الآخر، اشتدّ عليها وعلى القلب المُعنّى الصمت، وكلّ محاولات الحديث باءت بالفشل، فيك يا عزيز القلب لا يهمّ أصوابًا أو خطًأ ما أشعر به، وما ينجمُ بالفعل أو بالقول عنّي، لا يهم في صالحي أو ضد قوانين عقلي، لا يهم ما نحن عليه وما سيكون، فقد علم القلب الخبر اليقين، وأجادَ الولوج للمرفأ مرةًّ واحدةً مهما كان ما بعدها مرّ حين كنت معجزتك وكنت موطن نجاتي، يدي بيدك لنخوض مغامرة لا مجال فيها لاستبدالنا، كلانا بأعينٍ مفتوحةٍ، مضينا ولا تحمل أذهاننا سوى فكرة أنه لا تفاوض فيما لا يدْ لنا عليه، كثوابت الطبيعة الحياة و الموت.. ما بيننا؛ على عجلٍ مررنا بكل طرقِ الوله الذي تلبسنا بإرادتنا وكأنّنا على شفا حفرة من الموت كل لحظة، تشدّ على قلبي وكأني آخر سُبل نجاتك وأحتضن فيك وطني الذي ما زالت معالمه موشومة على صفحِ قلبي، بين الحاجة المُلحة للحياة بما لدينا، وبين صفارت الموت تقترب منا، لم ننهك ولا اليأس شغلنا، فقط ألسنتنا تردد الوعود بقوة، نود أن نتمم آخر مراسم الحياة سويًا، قلبًا على قلب والأرواح تُناجي إما البقاء أو بلوغ غيمة تكون ملجأنا، وما زلنا إن لم تُكابر واعترفتْ.

إقرأ أيضا:قوة حواء، بقلم : وفٱء علي عويص شيماء نايف العوضات ” نصوص نثرية “

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
” أوراق الحياة” بقلم دعاء ابو سمرة
التالي
عبِقهُما، بقلم:نور ناصر”خاطرة”

اترك تعليقاً