- دون
مرحبًا بِطَرِيقِه لَذِيذَة، وشَهيّة
مرحبًا لِكُلِّ شَخْصٍ التقيته فِي طَرِيقِي، وَلِكُلّ وَرَدَّة كَانَت جَانِبَي وَلَم أقطفها، مرحبًا لصديقتي الحبيبة الَّتِي التقطَتْ الصُّورَة، ولذاك الطِّفْل الَّذِي كَانَ يُعاكسني هو وَصَدِيقِه الْمُهَذَّب، مرحبًا للأغنية الَّتِي كَانُوا يَسْمَعُونَهَا، ولطفولتهم الَبريئة الَّتِي جَعَلْتهم يَقُولُونَ لِي : ” مرحبًا يَا حلْوَة، تحملين دميّة كالأطفال”
مرحبًا للشباك الَّذِي كَانَتْ تَجْلِس عَلَيْهِ حَمَامَةٌ، وللباب المهترئ الَّذِي ظَهَرَت عَلَيْهِ نُدُوب الزَّمَان وبالكاد أَنْ يَفْتَحَ
مرحبًا للسيارة الَّتِي كَانَتْ ستدهسني، وللسائق الَّذِي صَرَخ فجأةً : ” انتبهي يَا فَتَاة ”
مرحبًا لأمِّي الَّتِي اتَّصَلَتْ بي لأنَّنِي تَأَخَّرَت، ولفرانسواز هاردي التِي كَانَتْ تُغْنِي عِنْدَمَا رنّ هاتِفِي .
مرحبًا لصفوف النَّمْل الْهَائِلَة، لِتِلْك النَّمْلَةِ الَّتِي تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قَطَعَة طَعَام تَسْقُط مِنْهَا مَرَّةً، وَتَحَملَهَا مَرَّةً أُخْرَى بِلا يَأْس
مرحبًا للصداقة، لِلْحَبّ، للشوارع، وَأَصْدِقَاء الشَّوَارِع، لِلْمَسَاجِد، للبقالات، مرحبًا للطفولة، للضحكات، للدمعات، لِلأشْخَاص الْغَائِبِين، لِلْمَوْتَى، لِلأَحْيَاء، للرسائل، لِلْحَيَاة
مرحبًا لِي، لأنَّنِي أخلقُ مِنْ كُلِّ دَمْعُةٍ ضَحِكُة، و مِنْ كُلِّ فَرَحُةٍ مبتورة أَصْنَع طَرَفًا اِصْطِناعِيًّا كَأَنَّه حَقِيقِيٌّ وأفرح، مرحبًا لِلطِّفلة التي تنَامُ بدَاخِلِي، للدمعة المختبئة فِي عَيْنِي وتنتظر فَرَحُةً عَظِيمَة لتتساقط
مرحبًا لِي لأنَّنِي خَفِيفَة وَحْدِي، أحْمَلُ فِي يَدِي الْيُمْنَى فَرَحُةً، وبعضٌ مِنْ الْبَهْجَةِ، وحفنة كَبِيرَة مِنْ الحُبّ
و أَطِير كالفراشة، وَفِي يَدِي دميّتي، وَأَقُول : ” أَنَا أُحبُّ الْحَيَاة ”
نظرتُ خَلْفِي كَان حَوْلِي حَشَد مِنْ الأَطْفَالِ يهتفون : ” وَنَحْن أيضًا نُحِبّ الحياة”
نَحْن والدمى و الْعَصَافِير، وأُناسٌ كَثِيرَةٌ
وَأَنْت أيضًا، اعْتَرَف بِحُبك لِلْحَيَاة، تهجَّى حُرُوفِهَا وَلا تخجل.
#دالية_داود
Comments
0 comments