مقالات ونصوص متنوعة

ما هو برنامج تيتش لعلاج التوحد

المحتويات

 تاريخ برنامج Teacch :

 تعريف برنامج  Teacch:

 الخدمات المقدمة عن طريق برنامج Teacch :

 مبادئ برنامج Teacch:

الميادين العلاجية التربوية في برنامج Teacch

أهمية الأسرة في برنامج تيتش

أهمية برنامج تيتش

يعد البرنامج العلاجي” Teacch “من أشهر البرامج العلاجية والتربوية والسلوكية لأطفال التوحد ، فهو يساهم في مساعدة الأطفال التوحديين لأن يكونوا أكثر استقلالية من خلال مساعدتهم على تحقيق فهم أفضل للعالم الذي من حولهم، حيث يركز على مهارات التواصل المناسبة واستقلالية شخصية خطوة بخطوة من خلال برنامج تعليمي منظم يهدف إلى تحسين تكيف الفرد من خلال بيئة مناسبة ويركز على الجانب السلوكي والمعرفي الذي ينمي مهارات الطفل ويدرك جوانب ضعفه.

إقرأ أيضا:دعاء عن الحجامة

1/ تاريخ برنامج Teacch :

في بداية الستينات من القرن الماضي في كارولينا الشمالية Caroline du nord بالولايات المتحدة الأمريكية، نظمت مجموعة من المحللين النفسانيين لقاء مع الأطفال المصابين بالتوحد وأولياؤهم لتقديم مجموعة من التدخلات العلاجية القائمة على مبادئ الســـــيكودينامية Psychodynamiques ،حيث حظر ذلك اللقاء ” إريك شوبلر E. Schopler ” أستاذ بجامعة كارولينا الشمالية  بـ” شابل هل Chapel Hill ” حيث شارك في البرنامج العلاجي الجماعي للأطفال التوحديين الذين يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بكل حرية وعلاج جماعي أيضا للأولياء الذين يعتبرون السبب الرئيسي لاضطرابات أطفالهم لكن ذلك البرنامج فشل في الأخير لأن اضطرابات هؤلاء الأطفال زادت حدة وسلوكاتهم الشاذة تضاعفت ولم يستطيعوا التعبير عن ما بداخلهم. وهــذا ما دفع” E.Schopler “وزميله “R. Reichler  ” إلى توجيه أبحاثهما في اتجاه آخر وذلك من خلال الملاحظات الموضوعية المتكررة لسلوكات الأطفال، وبعدها وضعا فرضية مثبتة علمية بأن إصابة الطفل بالتوحد لا يرجع إلى خلل وظيفي في علاقة (طفل-أولياء) بل إلى خلل دماغي عضوي مجهول.

”   Anomalie cérébrale organique d’origine inconnue”

وفي سنة 1966 قام شوبلر وزملاؤه بتحضير مشروع بحث تحت رعاية National Institues of Mental Heath  (N.I.M.H)  حيث ارتكز المشروع البحثي على مشاكل التشخيص والتقييم والمعالجة والمتابعة إضافة إلى :

إقرأ أيضا:“ألوانٌ بلا لوحة” بقلم بتول محمّد علي شيخ العشرة (قصة قصيرة)
  • التعاون بين الأولياء والأخصائيين في الصحة لجمع كل المعلومات التي تخص الطفل المصاب بالتوحد.
  • الشروع في تطبيق برنامج العلاج الفردي لكل طفل وتطويره.
  • تعليم الأولياء طرق وتقنيات التدخل العلاجي حيث الهدف منه تسهيل التواصل بينهم وبين أطفالهم.

وفي سنة 1972 أثمرت جهود شوبلر وزملاؤه بإنشاء ” Division teacch ” وهو أول برنامج حكومي أمريكي للتشخيص والعلاج والبحث في تربية الأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم، وكان الهدف الأساسي من ذلك كله هو تحسين نوعية الحياة لهؤلاء الأطفال مع عائلاتهم في المنزل أو في المدرسة ودمجهم في المجتمع.

وقد عرف هذا البرنامج شهرة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية مثل ما قال” Mesibov ” في كتابه « Le défi du programme Teacch »: هو مثال نادر عن برنامج ممول من الحكومة الفدرالية ومتبني ومطور من طرف الـــــدولة « Division teacch » الوحيد والشرعي الذي يخدم الأشخاص التوحديون وأوليائهم في كل ولاية كارولينا الشمالية.

 

 

 

 

2/ تعريف برنامج  Teacch:

Teacch هي اختصار لـ:

(Treatment and Education of Autistic and related Communication Handicapped Children)

إقرأ أيضا:طريقة تحضير أرز أبيض بالدجاج

وتعني علاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد وإعاقات التواصل وهو برنامج حكومي (Programme D’état) تم تصميمه من طرف Eric Schopler في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث عرف رسميا سنة 1972.

وقد جاء هذا البرنامج لعلاج الأطفال والكبارالمصابين التوحد وإعاقات التواصل وتقديم المساعدة لأسرهم في قسم علم النفس بجامعة ولاية نورث كارولينا الأمريكية وتدريب العاملين والباحثين في 3 مجالات:

  • التربية والتعليم للآباء والأمهات مع الطفل في المنزل.
  • مساندة مؤسسات المجتمع لتوفير الجو الصحي والنفسي المساند للأسر وأطفال التوحد.
  • كما يوفر أدوات التشخيص وإعداد برامج التعليم الفردي لطفل التوحد وبرامج تنمية القدرات الإجتماعية .

 

ويعطي برنامج Teacch اهتماما كبيرا للبناء التعليمي للعملية التـعليمية “Structured Learning” الذي يؤدي إلى تنمية مهارات الحياة اليومية والاجتماعية عن طريق الإكثار من استخدام المثيرات البصرية التي يتميز بها الشخص التوحدي .

ومن أهم الوحدات البنائية التي يقوم عليها برنامج Teacch هي:

  • تنظيم الأنشطة التعليمية – تنظيم العمل – جدول العمل
  • إستغلال وظيفي متكامل للرسائل التعليمية

ويمتاز برنامج Teacch بأنه طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد كاللغة أو السلوك فقط بل تقدم تأهيلا متكاملا للطفل كما تمتاز بأنها طريقة مصممة بشكل فردي على حسب احتياجات كل طفل.

3/ الخدمات المقدمة عن طريق برنامج Teacch :

3-1 التشخيص والتقييم:

ويتم من خلال عدة تقييمات المتمثلة في:

  • تاريخ الحالة l’anamnèse
  • الملف الطبي والمدرسي
  • ملاحظة السلوكات
  • المقابلة مع الأولياء

وهناك تقييمات أخرى عن طريق السلالم التشخيصية والتقييمية مثل:

  • مقياس مستوى التوحد لدى الأطفال (CARS) Child Autisme Rating Scale)

حيث يعتبر هذا المقياس من أهم الأدوات التشخيصية في مرحلة الطفولة وضعه

” Shopler” وزملاؤه عام 1988 ويقيس هذا المقياس المفحوصين وفقا لـ15 مؤشرا وهي:

1)العلاقات الاجتماعية

2)التقليد

3)الاستجابات الانفعالية

4)استعمال الجسم

5)استعمال الأشياء

6)التكيف مع التغير

7)الاستجابة البصرية

8)الاستجابة السمعية

9)استجابات الشم –الذوق-اللمس

10)الخوف والحصر

11)الإتصال اللفظي

12)الإتصال غير اللفظي

13)مستوى النشاط والفعالية

14)ثبات الإستجابة العقلية والمعرفية

15)انطباعات عامة

  • اختبار PEP Psycho éducation profile

وهو عبارة عن اختبار تعليمي مساعد لوضع الخطة التربوية العلاجية وضعه Schoplerٍ عام1988 وبعدها تم إدخال عدة تعديلات عليه وعرف((PEP-R سنة 1988.

حيث أصبح يتكون من 174 بندا معظمها أدائية وتنقسم إلى قسمين :

سلم النمو: يضم 131 بندا ويقيس 7 محاور تخص النمو وهي:

1)التقليد

2)الإدراك

3)حركة العضلات الدقيقة

4)حركة العضلات الكبيرة

5)تآزر اليد والعين

6)الأداء المعرفي العملي

7)الأداء المعرفي اللفظي

سلم السلوك: يضم 43 بندا ويقيس 4 مجالات سلوكية وهي:

1)الإرتباط الوجداني

2)اللعب

3)الإستجابات الحسية

4)اللغة

( Shopler et Al, traduction C. Tréhin 1994, pp25-28)

وهذه الأداة هي اختبار فردي لا تقتصر فائدته على التشخيص ولكنه يعطي صورة متكاملة Profile عن مستويات النمو والسلوكيات الشاذة بالإضافة إلى برنامج متكامل موجه إلى الآباء والمدرسين لتأهيل الطفل وتدريبه. كما تستخدم نتائج إعادة تطبيقه في تقويم وقياس مدى تحقيق البرنامج الذاتي التعليمي لأهدافه بشكل دوري خلال مراحل التنفيذ .                                        (إبراهيم محمود بدر ، 2004، ص ص55،56)

 

3-2 الإدماج المدرسي:

وذلك يتم في أقسام Teacch المتواجدة في المؤسسات العادية العامة حيث يضم كل قسم من 5 إلى 8 أطفال يشرف عليهم معلم خاص بالتربية ومساعد ويجب توفر بناء منظم لإطار عملية التدريس والتربية وذلك عن طريق تنظيم المكان الذي يتم فيه العمل أي (القسم) فهذا يسمح للطفل بالتعرف على واجباته وذلك في الربط بين المكان المتواجد فيه وما ينتظره من عمل، وتنظيم الوقت حسب النشاطات وتحفيز الطفل على المشاركة في القسم (اختيار النشاطات، اللعب بتلقائية، مشاركة الأطفال الآخرين في النشاطات …)

(A.B.Perrot et G.le lord, 1991, pp24- 25)

وفي نفس الوقت يمكن استدعاء أطفال عاديين إلى الأقسام الخاصة لمساعدة أقرانهم المعاقين وذلك بمشاركتهم في الألعاب الجماعية المنظمة من طرف المعلم وتعد هذه الطريقة الأفضل لدمج الأفراد المعاقين مع الأطفال العاديين.

(Schopler  et Al, traduction C.Milcent 2002 pp159-160)

وهناك أقسام لجميع المستويات (تحضيري –ابتدائي – ثانوي) وفي الأقسام الثانوية يكون الاهتمام منصب أيضا بالإعداد الوظيفي المهني أمّا الأقسام التحضيرية فإنها تمكّن الأطفال الصغار من التعلم الأوّلى وتحقيق مبكر للتطور نحو الاستقلالية الذاتية l’autonomie.

4/ مبادئ برنامج Teacch:

يقوم برنامج Teacch على مجموعة من المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها في بناء محتوى البرنامج العلاجي وصياغة أهدافه ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1- الغرض الأساسي من التدخل العلاجي هو تحقيق توافق الطفل عن طريق تحسين مهاراته الشخصية ومعالجة نواحي القصور التي تفرضها عليه إعاقة التوحد.

2- إجراء عمليات التقييم الرسمي وغير الرسمي (الذي يتطلبه إعداد برنامج تعليمي       فردي) لقدرات ومهارات الطفل عن طريق استخدام أداة قياس توحد الطفولة (CARS) والبروفيل النفسي المعدل (PEP-R)

3- يعطي البرنامج للعلاج المعرفي السلوكي أولوية كبيرة.

4- يركز البرنامج على تقبل نواحي القصور والعمل على معالجتها عن طريق تنمية المهارات الأساسية، ولا يتعامل البرنامج مع جانب واحد فقط كاللغة أو التواصل الإجتماعي ولكنه يقدم تأهيلا متكاملا للطفل.

5-استخدام الوسائل البصرية لدعم أنشطة التدريس لزيادة فاعليتها ومعالجة القصور في إدراك وتفاعل طفل التوحد مع المثيرات السمعية.

6-الإستفادة القصوى من الإستشاريين من متعددي الخبرات والخلفيات العلمية.

ويعطي برنامج Teacch اهتماما كبيرا للبناء التنظيمي للعملية التعليمية والإجتماعية عن طريق استخدام أكثر فعالية للقدرات العالية للتعامل مع المثيرات البصرية التي يتميز بها الطفل التوحدي.

(إبراهيم محمود بدر ، 2004، ص ص99 ،100)

5/ الإستراتيجيات والطرق التربوية لبرنامج  Teacch:

5-1 الإطار المنظم: Cadre structuré

لقد أثبتت الأبحاث التي قام بها (Schopler et coll 1971) أن الإطار المنظّم مهّم جدّا في سير الكفالة العلاجية، لهذا يجب على المدرسين والأولياء أن يخطّطوا بعناية أين-متى-وبماذا وكيف..؟ يجب أن يقوم الدرس سواء كان في المنزل مع الأولياء أو في القسم مع المدرسين ولهذا يجب الأخذ بعين الإعتبار 3 نقاط أساسية في تنظيم الإطار وهي:

5-1-1 المكان Le lieu: من المهم جدّا مراعاة تنظيم المكان وذلك بتحديد مكان للعمل (مريح، هادئ وخال من المثيرات الحسيّة المشتّتة للتركيز) ويجب أيضا أن يكون المكان ثابتا في المنزل وفي المدرسة ليستطيع الطفل الربط بين المكان المتواجد فيه وما ينتظره من عمل.

5-1-2 الزّمان Le moment: يجب أن يكون الزّمان مختارا ومحدّدا في اليوم مثلا كل يوم صباحا أو قبل أي نشاط يريد الطفل القيام به مثلا مشاهدة التلفاز أو وقت اللّمجة فهذا يعطي للطفل حافزا للمشاركة في العمل وانتظار شيء ما يحبه بعد انتهاء عمله وعندما يتعود الطفل على العمل على توقيت ثابت تجده في الكثير من الأحيان يبحث عن أدواته عندما يحين وقت العمل.

5-1-3 المدة La duré : إن مدّة حصة العمل يجب تحديدها على حسب قدرات الطفل في تثبيت انتباهه وقد تدوم من 10 دقائق إلى ساعة واحد ويجب التنويع في النشاطات أثناء الحصة ومن يوم إلى آخر والأخذ بعين الإعتبار صعوبات الطفل في شد انتباهه لإنهاء التمرين لهذا يجب عدم الإستسلام إذا فشل الطفل في المرحلة الأولى لأنه يستطيع تثبيت انتباهه من حين إلى آخر عند تحفيزه.

( Schopler et Al, traduction C.Milcent 2002, pp145-147)

5-2 إختيار الأدوات:

يجب اختيار الأدوات بعناية والأخذ بعين الإعتبار ما يحبه الطفل وما يفضله من أشكال وألوان وأشياء وتفادي الأدوات التي تؤدي إلى تشتت انتباهه ولهذا يجب إتباع التوجيهات التالية في اختيار أدوات العمل:

  • تفادي الأدوات التي تشكل خطر على الطفل عند استعمالها.
  • إستعمال أشكال بسيطة وألوان واضحة وتجنب الرسومات المعقدة واللامعة التي تؤدي بالطفل إلى الإنشغال بالأشياء الصغيرة والتفاصيل الدقيقة .
  • استعمال أشياء معروفة وملموسة وتفادي كل ما هو خيالي ومجرد.
  • إختيار الأدوات التي يسهل استعمالها ، حملها، وضعها ورؤيتها بحيث تكون هذه الأدوات واضحة الألوان وكبيرة الأحجام.
  • ضرورة وجود وعاء أو إناء أو علبة لجمع الأدوات الخاصة بكل نشاط.

( Schopler et Al, traduction C.Milcent 2002, pp147-149)

5-3 عرض الأدوات présentation du matériel :

إن الكيفية والطريقة التي تعرض بها الأدوات أثناء حصة العمل مع الطفل التوحدي مهمّة جدّا، لذا يجب جمع الأدوات الخاصّة بكل تمرين على حدى وتفادي سقوطها أو تأرجحها أو ضياعها مما يؤدي إلى البحث عنها في كل وقت.

ويجب أن تكون أدوات العمل منظمة فوق الطاولة وفي متناول الطفل حيث بإمكانه رؤيتها ويسهل عليه استعمالها.

(Shopler et Al, traduction C.Milcent 2002, pp149-150)

5-4 منهجية العمل: هناك عدة نقاط أساسية نذكر منها:

  • توجيه حركات الطفل: ويستلزم ذلك الدخول في اتصال جسدي مباشر مع الطفل مثل شده من يده لإنجاز أو مواصلة نشاط معين.
  • مساعدته مباشرة: وذلك بإعطائه الأدوات اللازمة ومساعدته قليلا على إنهاء عمله مثلا (وضع الأدوات في يد الطفل أو تقريبه من طاولة العمل)
  • خلق العادة عند الطفل: وذلك عن طريق تكرار النشاطات مثلا في الأوّل يقوم الطفل بنشاط معين بمساعدة المعالج وبعد تكراره لعدة مرّات فإنه في الأخير يستطيع القيام به لوحده.
  • إعطائه التعليمات اللفظية: وهذا للربط بين ما يفهمه الطفل من التعليمة وما يقوم به من عمل وهو مهم جدا في اكتساب اللغة وفهمها.

(Schopler et Al, traduction C.Milcent 2002, pp147-149)

 

 

6/أهمية تنظيم البيئة التعليمية في برنامج Teacch:

البيئة التعليمية لبرنامج Teacch بيئة منظمة تقوم على المعينات والدلائل البصرية تمكن الطفل من التكيف مع البيئة، ويعمل هذا البرنامج على تهيئة هذه الطريقة من خلال تنظيم المكان والزمان والأحداث بطريقة توضح للطفل ما يلي: (ما هو المطلوب منه ، متى يفترض أن يقوم بعمل ما، أين سيقوم بالعمل، كيفية إنجاز المطلوب، البداية والنهاية لكل نشاط) ويتم هذا التنظيم من خلال دلائل بصرية في الجداول والصور والأنشطة وكروت انتقال تحدد أماكن النشطة وتساعد التلميذ التوحدي في معرفة البداية والنهاية لكل نشاط كي تشعره بالأمان حيث أنه يعاني بعضا من هذه السلوكيات:

  • التعلق بالروتين
  • القلق والتوتر في البيئات التعليمية العادية
  • صعوبة في فهم بداية ونهاية الأنشطة وتسلسل الأحداث اليومية بشكل عام
  • صعوبة في الإنتقال من نشاط إلى آخر
  • صعوبة في فهم الكلام
  • صعوبة في فهم المساحات والأماكن في الصف
  • تفضيل التعلّم من خلال الإدراك البصري عوضا عن اللغة الملفوظة .

ولمعالجة هذه الصعوبات تمِّ تطوير مفهوم التعلم المنظم أو (البيئة التعليمية المنظمة) الذي يقوم على خمسة ركائز وهي:

1)تكوين روتين محدد: ويشمل الروتين المحدّد الجوانب التالية:

  • تسلسل الأحداث خلال اليوم
  • تسلسل الأحداث خلال الأسبوع
  • كيفية البدء بنشاط ما
  • خطوات النشاط
  • الإنتقال إلى النشاط التالي
  • متى سيقع النشاط
  • مقدار المدة التي يستغرقها كل نشاط
  • ما يتعلق بالنشاط من مواد وأشخاص وكيفية عرضه
  • الأمكنة التي ستمارس فيها النشاطات

2)تنظيم المساحات:

حيث أن بعض الأشخاص التوحديين يجدون صعوبة في فهم بعض المساحات في البيئة فينبغي تنظيمها بشكل يفهمها التلميذ من خلال تحديد بداية ونهاية المسارات مثل مساحة اللعب الحر ومساحة الإنتظار، مساحة الكرسي والمساحة الخاصة بالتِّلميذ نفسِه.

3)الجداول اليومية:

نظرا للصعوبة التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من التوحد في فهم الوقت وتسلسل الأحداث اليومية كان من الضروري استخدام جداول فردية تدلهم على تسلسل الأحداث اليومية، هذه الجداول تساعدهم على تنظيم وقتهم وفهم البيئة ومعرفة الأحداث اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية، وحين يعرفون تسلسل الأحداث ويتمكنون من التّنبؤ بما سيحدث لهم خلال يومهم وتنخفض بدرجة التّوتر لديهم مما يساعدهم إلى حد كبير على التّعلم.

4)تنظيم العمل:

يصعب على الأطفال التوحديين في فهم بداية ونهاية كل نشاط ولمعالجة مثل هذه الصعوبة ينبغي تنظيم العمل بشكل واضح للتلميذ ما يلي:

  • ما هو المطلوب
  • كم هي كمية العمل
  • كيف يعرف الطفل أن العمل انتهى
  • ما هو النشاط الذي سيلي

5)التعليمات البصرية:

المقصود بالتعليمات البصرية إعطاء التلميذ (الطفل التوحدي) إرشادات من خلال استخدام دلائل بصرية كالصور والكلمات المكتوبة وعلى سبيل المثال كي يتعلم الطفل غسل اليدين يقوم المعلم بعرض عدد من الصور تدل كل منها على خطوة من خطوات العمل وتلصيق هذه الصور فوق المغسلة التي يقوم الطفل باستخدامها.

7/ الميادين العلاجية التربوية في برنامج Teacch:

تتحدّد الميادين العلاجية التربوية على حسن اختيار PEP Psycho éducation Profil لوضع الخطة العلاجية الفردية الخاصة بكل طفل حيث يضم:

1.7التقليد L’imitation :

  • يعتبر التقليد L’imitation أساس للنمو والتكوين فبدونه لا يمكن للطفل تعلم الكلام أو اكتساب سلوكات هامة بالنسبة لثقافته ولذا فإن تطور مهارات التقليد يعد عنصرا أساسيا لنمو كل طفل، وبما أن الطفل التوحدي يعاني صعوبة في هذا الجانب فإنه من الضروري تعليمه القدرة على التقليد بدلا من استمرار النمو بصفة بطيئة أو غريبة.
  • إِنّ المواهب الأساسية في التقليد تكمن في التكرار البسيط والمباشر مثل تقليد أصوات الحروف والتصفيق وهذه كلها في بداية الحياة أما فيما يخص التقليدات المعقدة فإنها تأتي فيما بعد.
  • تقوم عملية التقليد على عدن عوامل من بينها التحفيز ، الذاكرة، حاسة السمع، تحريك بعض العضلات والتنسيق بين الفم واليدين.
  • يمكن أن يكون التقليد مباشرا كإعادة الطفل لكلمة قد قيلت له ويمكن أن يكون مسجلا كأن يقلد سلوكا ما عن سابق تجربة.

 

2.7الإدراك: la perception :

إن الكثير من مشاكل التعلم والسلوك التي يعاني منها الطفل التوحدي تصدر عن فوضى على مستوى الإدراك أو المعلومات السمعية، هذه الصعوبات يمكن أن تؤدي إلى نمط سمعي أو أية حاسة من الحواس التالية السمع، النظر، اللمس، الشم والذوق.

وأولى مشاكل الإدراك الأكثر انتشارا عند الطفل التوحدي هي عجزهم عن تكملة المعلومات السمعية لمختلف الأنماط للحصول على صورة واضحة عن محيطهم.

 

وقد ركز برنامج Teacch على هذا الجانب وذلك بدمع التعلم مع الإدراك في مجموع البرنامج التعليمي الفردي للطفل، وقد صممت عدة نشاطات تهدف إلى تنمية الإدراك البصري والسّمعي ، اللّمسي، والشّمي والذّوقي، على حسب مستوى النمو لكل طفل.

3.7الحركية العامة ( الكبيرة) Motricité générale:

يعطي برنامج Teacch أهمية كبيرة لتطوير ونمو الحركية العامة حيث تعد هذه الأخيرة جزءا هاما من البرنامج التعليمي الفردي لكل طفل، رغم أن الإمكانات الحركية العامة للأطفال التوحديين تعرف غالبا تطورا عاديا إلا أنه يبقى من المهم جدا تعليمهم المهارات الحركية الجديدة عن طريق النشاطات المقترحة من طرف برنامج Teacch لتطير هذا الجانب من النمو فإنها تسهل في توعية الطفل التوحدي بجسمه وعلاقته بمحيطه الإجتماعي وتعديل سلوكه.

(Schopler et Al, traduction  M.Dominique et Al,  2001, p39)

4.7الحركية الدقيقة (الصغيرة) Motricité fine:

  • إنّ مهارات الحركية الدقيقة ترجع بشكل خاص إلى النشاطات التي تحتوي على استعمال اليدين والأشياء وهذه الأشياء لها علاقات وطيدة مع مجالات العمل الأخرى كالتقليد، الإدراك، الحركية العامة وخاصة التنسيق العيني- اليدوي oculo-manuelle
  • القدرات الأساسية التي تلعب دورا هاما في الحركية الدقيقة هي:

1- وضع الأيدي والأصابع في حركة بطريقة محكمة

2- أخذ شيء باليدين دون مساعدة

3- التحكم في الشيء عند وضعه في اليد

4- إستعمال كلا اليدين بتعاون

  • إن الكفاءة الجيدة في الحركية الدقيقة هي مهمة في تحقيق كل برنامج تعليمي شخصي وهذا لما يحققه من نتائج إيجابية على مستوى الإستقلالية الذاتية والقدرة على الكتابة والرسم.

5.7التنسيق العيني واليدوي: Coordination œil-main:

تعد مهارة التنسيق العيني_اليدوي نقطة ضعف بالنّسبة للأطفال التوحديين حتى عند الذين عندهم كفاءة في الحركية الدقيقة وهذا راجع إلى المشاكل الإدراكية التي يعانون منها ولقد خصص برنامج Teacch مجموعة من النشاطات التي تهدف إلى تطير القدرة على التنسيق بين ما يراه الطفل وبين ما يقوم بِـه من عمل عن طريق يديه وتنسيق كفاءاته مع قدراته الإدراكية.

 

 

6.7المعارف Performance cognitive :

وهذا المجال يخص الإكتسابات المعرفية للطفل حيث يضم عنصرين هامين وهما:

1-  القدرات المعرفية فيما يخص (التنظيم، الترتيب، الجمع…)

2-  الإكتسابات اللغوية مثل (فهم الأوامر اللفظية والإشارات والرموز)

ويعطى لهذا الجانب أهمية كبيرة لأنه يسمح للطفل التوحدي بفهم محيطه الخارجي والدخول في علاقة مع الأشخاص المحيطين به.

7.7الكفاءات اللفظية Compétence verbale:

وهو ما يخص كل ما تعلق باللغة التّعبِيرية سواء بالكلام أو بالإشارات وتهدف النشاطات المقترحة في هذا المجال إلى:

1- بداية نطق الحروف vocalisation

2- النطق السليم لكلمة واحدة

3- إنشاء ونطق جمل صغيرة

4- وضع الوقائع والأحداث

5- طرح الأسئلة

6- تبادل الحديث مع شخص آخر

 

8.7الإستقلالية الذاتية L’autonomie:

يُعتبر هذا المجال من أهم المجالات التي يسعى برنامج Teacch إلى تحقيقها وذلك بتدريب الطفل على المهارات اللاّزمة ليستطيع العيش بصفة مستقلة عن غيره والتأقلم مع محيطه الخارجي وذلك حسب سِنّه.

ومن بين تلك المهارات يتم تدريبه عليها:

1- الأكل لوحده بطريقة صحيحة

2- قضاء حاجاته (الإخراج) في المكان المناسب ودون مساعدة

3- طريقة اللِّبس (القَميص، السِّروال، الحِذَاء)

4- الحِفاظ على نظافته عن طريق الغسل مِثل (الإستحمام أو غسل الأسنان…)

5- القيام بكل شيء يريد فعله دون مساعدة.

9.7التعايش الإجتماعي  La sociabilité:

  • وهو الوصول بالطفل التوحدي إلى إحداث كم معقول من التفاعلات الإجتماعية مع أقرانه وذلك عن طريق نشاطات اللعب الهادف إلى تعديل بعض ما يصدر عن الطفل التَّوَحُدِي من أنماط سلوكية.
  • التّدريب المُنظَّم والمُستمر على النشاطات الخاصّة بالتّعايش الإجتماعي يُسهل من عملية انخراط الطفل في المجتمع ويساعد الأولياء والمعلمين على التعامل مع الطفل وتوجيهه إلى مستويات أكثر ارتفاعا مثل (احترام الآخرين، احترام القوانين، احترام ممتلكات الغير…).

 

10.7 السلوك Comportement:

يتم تعديل السلوكات الشَّاذَة والمُضطربة عن طريق التدريب المُنظم والمَدرُوس على حسب حِدَّة السُّلوك ونوعه ( سلوك عدواني ، طُقوسي، إنسحابي …)

فيتم التعامل مع هذه السلوكات بشكل فردي ، حيث يتم تدريب الطِّفل على المَّهارات اللاّزمة التي تساعد في التخفيف من المشاكل السلوكية.

8/ أهداف برنامج Teacch:

يُحدِّد عُثمان لبيب فراج أهداف فهذا البرنامج كالتالي:

1- مساندة جهود تخطيط البرنامج التعليمي الفردي للطفل

2- إكتساب مهارات التَكيُّف مع البِيئة

3- وضع استراتيجيات التَّدَخُل العلاجي لتعديل البيئة

4- مُعاونة الأسرة على التعاون مع السلوكيات الشاذة للطفل وتعديلها

5- دَعم فريق التَّعاون، فريق العمل والخبراء المشاركين في تنمية قدرات الطفل الأساسية وفي رعاية الذات والتفاعل الإجتماعي والتواصل والإعداد المهني.

(مدحت أبو النصر، 2005، ص 185)

9/ أهمية دور الأسرة في برنامج Teacch:

يُصِرُ برنامج Teacch على ضرورة التعاون والتواصل المُستَمِرَين بين أُسَر التلاميذ ومُعَلِّمِيهم باعتبار ذلك عنصرا أساسيا يؤثر على نجاح التلميذ ومدى تقدمه، فالأسرة لها دور مساوٍ لدور المعلم Co-thérapeute .

ويقدم برنامج Teacch عدة خدمات للأسر تمكنها من المشاركة الفَّعالة في تعليم أبنائها وبناتها وهي كالتالي:

1- حُضور ورش عمل ومُحاضرات يُقدمها أخِصَّاِئيون في برنامج Teacch حول موضوعات مختلفة عن التَّوَحُد.

2- الحُضور إلى المركز، مراقبة وتلقي التّدريب على طرق التدخل المستخدمة مع التلميذ لتعليم مهارة معينة بِنَاءاً على اختيار الأسرة.

3- زيارات منزلية يُتم ترتيبها بين المركز والأسرة ويتم خلالها تحديد وتصميم البيئة المنزلية المثلى للتِّلميذ .

4- التَّواصل اليومي من خلال الكتابة في دفتر يخص التلميذ وإرساله إلى أسرته ولكن المهم لكل أُمٍّ أن تعرف:

  • كيف يفكر الطفل التوحدي وما هو عالمه؟
  • ما هي وسيلة التواصل المناسبة لطفلها
  • كيفية تهيئة المنزل والبيئة
  • كيف تقوي التواصل الاجتماعي
  • كيف تعلم الطفل المشاعر الإنسانية.

 

 

المراجع

Schopler et Al, traduction  M.Dominique et Al,  2001

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
آدم
التالي
عماد الضمور

اترك تعليقاً