مقالات ونصوص متنوعة

سؤال

سؤال.
ذاتَ يومٍ إِِعتَرَضَت طريقي عجوزٌ جميلة، جلستْ إلى جانبي، نَظَرت بإتجاهي مُبتسمة قائلة : أَيمكُنني أَنْ أَسألكِ سؤالًا صغيرتي.
_أَجبتُها بِكُلِ سرورٍ سيدتي.
فقالت لي : سؤال فقط سؤال.
_ما هو سيدتي؟!
ما سِرُّ هذهِ اللمعةُ النادرةُ في عينيكِ؟
دُهشتُ لسؤالها، ماذا أُجيبها؟ فأنا لم أَكُن على عِلمٍ بأَنَّ شُعورَ قلبي يَتَّوَهجُ من عينيَّ هكذا. لهذا كانَ العمُ البقال ينظُرُ لي بغرابةٍ صباحًا، سائقِ سيارةِ الأُُجرى وصاحب ُ المقهى المُقابل لمَقعِدنا المُفَضل، كانَّ جميعُ هؤلاء ينظرون إلي كهذهِ العجوزِ تمامًا وكَأَنَّ ذاتَ السؤال يدور في أَذهانهم.
نَظَرتُ للسَّيدةِ العجوزِ وانا في غايةِ الدهشة ِ والفرح قائلةً لها : سيدتي ما مِن سِرٍّ كُلُ ما في الأَمر أنَّ أَحدهم في ضيافةِ قلبي لذا يتوهَّجُ كُلُ ما فيني حتى كلماتي أَشعُر بأَنها مُضيئة رُبما هي سذاجة لكن أشعر بكُلِّ ما حولي مُتَوِهِّجًا مِثلَ عينيكِ تمامًا فأخبريني سيدتي مُنذُ متى وهو في ضيافةِ قلبك؟!
تَنْدِهشُ العجوز مُبتسمة ً قائلة : منذُ خمسينَ عامًا وسيبقى.
لأُردِدَ ورائها : سيبقى دائِمًا حتى نهايةِ طريقِ العُمر .

#Sara_Alhammad

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أَينَ القانون.
التالي
ليلةٌ قَمرية ٌ

اترك تعليقاً