مقالات ونصوص متنوعة

رحلتي مع السرطان

يَكادُ الْمرضُ يَنهش بِجسدي، يُحاولُ الْقضاء على بَسمَتي، لَم أكملُ عَامي الْعشرين إلّا وهَذا الْمرضُ قَد إفتَرسَ جَسدي بِأكمَلهُ، بَدَأَ الالمُ بِضربَةٍ سَريعةٍ بِقلبي، وتوَالتِ الّضرباتِ، تَألمتُ بِصمتٍ ولمْ أُخبر أحدًا بِمرَضي الْخَطيرُ حتى لا يُصيبُهم الْحُزن، مَرت ليْالي وأنا أبكِي واتَوجعُ بِصمت، ومَع مُرورِ الايام بَدأتُ أَشعرُ بِأن الْمرضَ قد بَدأَ يَنتقلُ من قَلبي لِبقيةُ أعضَاء جَسدي الّضعيف، كُنتُ مُتردده لِلذهابِ إلى الطبيبِ، ولَكني وصَلتُ لِحالةٍ لا أستَطيعُ فيها تَحمُل الَالم، ذَهبتُ وكُنتُ متوقعة الّنتيجةً، أجريتُ الْفحوصات الْمُتعِبة وجَلستُ أنتَظر ما هِي الّنتجة، وبَعدَ خَمسةِ دَقائقٍ تَقدمَ اليَّ الْطبيب والاِرتباك واضحٌ عَليه، سَألني كم عُمركِ يْا صَغيرَتي؟ أجبتهُ: سأكملُ عامْي الْعشرين بَعدَ خَمسَةِ أشهر، فَطأطأَ رأسهُ وقالَ ليّ مُنذُ متى تَعرفينَ عن مرضِكِ؟ منذُ سنة، فأجابها: من يعلمُ من أهلك؟ لا أحَد سوى دَفاتِري وكُتبي، فقط! ولماذا لم تخُبري عائلتك؟ نعم، لم أُخبر أحداً حتى لا يَعيشوا بِحُزنٍ فأنا أعلمُ أنَ والِدتي ستَحزن كَثيرًا لِفراقي فأنا إبنتَها الْوحيده، حاولتُ أن أُخبرَ أخي لاكنهُ مَشغولًا بِتجهيزاتهِ لزفافهِ، وأبي يَأتي من عَملهُ مُتعباً في مُنتصف الليل، هل علمتَ الآن يا دُكتور لماذا لم أخبِرَهم؟ ها أنتَ الْوحيدَ الذي يَعلمُ بِمرَضي بعَدَ اللّٰه لذِا سأتركُ معكَ هذا الّصندوقِ بهِ وصيةً صغيره ل أُمي أتمنى أن تُسملها ياهُ بَعدَ وفَاتي، فقبلَ الطبيب، ومرت الساعاتِ تلو ساعاتٍ وكانت أخرُ أنفاسْي، وفُتحت الوصيه وقرأها الّدكتورِ وعائلتي، (والدَتي أعذريني لأن مَرضي كانَ السّرُ الْوحيد الذي بيننا ولَكن لم أقَوى أن أَخبركِ أني مُصابةٌ بالسرطانِ، لم أقَوى أن تَسهري معي وتَري نوباتِ ألمي، لم أقَوى أن أقتُل محياكِ الْجميل، لا تبكي على وفَاتي، أخي الْحبيب اني أحُبكَ جدًا لا أريدُ أن تؤجلَ زواجكَ بِسببي، والِدي فَخري وعزتي، لو تعلمَ مقِدار حُبي لك واحترامي اني أحبُكَ، دكتوري أَشكرك من أعماقِ قلبي لكتمانُكَ لِسري إني أحبكُم جميعًا)، وبدأ الجميع بالبُكاء.

إقرأ أيضا:أدمنتك كخمرٍ يحرقني “بقلم : أسيل عبد الرازق

#شهد عورتاني

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اللقاء الأخير /بقلم سهام السيريسي
التالي
وفاة الوزير سلطان هاشم أحمد وزير الدفاع العراقي في زمن صدام حسين

اترك تعليقاً