مقالات ونصوص متنوعة

مجزرة الضمائر:فرح الحاسي

بينما كنت أسير في شوارع المدينة المزدحمة التي أكتظت بالراسخين في اليأس ، العاطلين عن العمل ، العاجزين عن توفير قوت عيشهم ، المحاطون بمشاعر الغضب من كل جانب من قسوة الحياة و مرارها ، فاقدين الحب والأمل وسائر حقوقهم كأرواح من لحم و دم …… أرواح كأشباح حائرة بأحوال الدنيا وأهوالها .. ومسنين يأكلون من أكوام النفايات ويرقدون على أرصفة الطرقات ، وأطفال يصرخون من الجوع ويبكون ألماً و قهراً  على طفولتهم التي وإدت تحت رفات السراب ، لينعتونهم لاحقاً بـأطفال الشوارع .. فبأي حق هذا ؟!
لتجيبوا أيها الشرفاء ما الذي أوصلنا إلى هذا الحال؟! وإياكم ثمّ إياكم تبرير ذلك بضيق الحال و قلة المال ؛ إنما هذا بسبب موت ضمائرنا وإنعدام الرحمة من قلوبنا .. لتصبح انسانيتنا ومشاعرنا تقتصر على من تجمعنا بهم زمرة الدم .. فيا أسفي على زمان  باتت مقولتنا فيه اللهم نفسي ورب الستر وأصبحنا كالذئاب المفترسة التي تنهش بأنيابها أجساد الضعفاء ..
وعظم الله أجرنا بـ إنسانيتنا ولقائنا بين يدي الحاكم العادل فـ يومٍ لاينفع فيه ندم ولا تُقبلُ منا توبة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الأنثى وطن والوطن لا يُخان
التالي
فهل من مُجيب؟

اترك تعليقاً