مقالات ونصوص متنوعة

سلطةُ المالِ

سلطةُ المالِ

المالُ مصدرُ خيرٍ للأخيارِ، ومصدرُ شرٍّ للأشرارِ.

المالُ هوَ من يجلبُ القوَّةَ، فهنالكَ علاقةٌ طرديَّةٌ بينَ المالِ والقوَّةِ، فكلَّما زادَ المالُ زادتِ القوَّةُ و زادَ النُّفوذُ والهيمنةُ، وهوَ عنصرُ البقاءِ، حيثُ أنَّهُ يحافظُ على مركزِ الدُّولِ اقتصاديَّاً وسياسيَّاً، فالدُّولُ العظمى هيَ من تستندُ مقوِّماتها الأساسيَّةُ على المالِ، الَّذي يأتي بالقوَّةِ بلا شكٍّ.

يتلاعبُ المالُ بعقولِ وأفكارِ الأفرادِ، وخاصَّةً الشَّباب عن طريقِ سيطرةِ الفكرةِ على عقولهم، بأنَّ المالَ هوَ من يصنعُ الهيبةَ والعظمةَ والقوَّةَ، وهوَ الَّذي يستطيعُ من خلالهِ تجاوزَ القوانينِ ضمنَ مصالحَ شخصيَّةٍ، وهنا يكمنُ فسادُ الدَّولةِ بفسادِ عقولِ شبابها، وأنَّ المالَ أساسُ الحياةِ، وبدونهِ لا توجدُ سلطةٌ ولا هيبةٌ ولا منصبٌ; للأسفِ هكذا تفكيرُ أغلبِ الشَّبابِ.
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً وإنَّ فتنةَ أمَّتي المالُ”

يفتقدُ عالمنا الإسلاميُّ اليومَ إلى حسنِ تنظيمِ السِّياسةِ، الَّذي بدورهِ يؤثِّرُ على اقتصادهِ من حيثُ القوَّةِ، فتعتبرُ الدُّولُ العربيَّةُ دولاً فقيرةً بالمقارنةِ مع الدُّول الكبرى، الَّتي تتلاعبُ بأمننا واقتصادنا، عن طريقِ سياستها وهيمنتها الطَّاغيةِ، الَّتي تسلبُ مواردنا وثرواتنا وعقولنا.
وااا حسرتاهُ على تلكَ الدُّولِ الَّتي تقدَّمَتْ وتطوَّرَتْ وبنَتْ كياناً سياسيَّاً كبيراً، حضنَتْ فيهِ اقتصادَ بلادنا من خلالِ قوَّةِ المالِ لديهم.

نحنُ دولٌ عربيَّةٌ وإسلاميَّةٌ نمتلكُ منَ المواردِ النَّفطيةِ والثَّروةِ ما يؤهِّلنا أن نكونَ دولاً متقدِّمةً ورائدةً، ولكن للأسفِ وللأسفِ وسأبقى أكرِّرها ما حييتُ، عدمُ استغلالِ هذهِ المواردِ لخدمةِ بلادنا، وتقديمها للدَّولِ العظمى على طبقٍ من ذهبٍ، جعلَ بلادنا في ركبِ التَّراجعِ والفقرِ، واعتمادنا على الاستيرادِ أكثرَ منَ التَّصديرِ، وبيعُ ثرواتِ بلادنا بالخفاءِ من وراءِ الكواليس،ِ الَّتي لا نعلمُ تفاصيلها ،وإنَّما نقومُ بمشاهدةِ الوقائعِ والأحداث،ِ من خلالِ مسلسلٍ متكرِّرِ الحلقاتِ لحقيقةٍ مزيَّفةٍ غيرِ صحيحةٍ.

إقرأ أيضا:وصفات الليمون للبشرة

لا بدَّ من تشغيلِ العقولِ يا شبابَ أمَّتنا وكفاكم تقليداً أعمى للغربِ، واللهِ تعبَتْ آمالنا وأحلامنا وأهدافنا من عدمِ المصداقيَّةِ والتَّلاعبِ بخيراتِ وثرواتِ بلادنا.

القوَّةُ تكمنُ في العقولِ وليسَ في الجيوبِ والأموالِ.

سهام علي

<

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الفراق,بقلم:نغم يوسف العمايرة
التالي
قهوتي بقلم: ” نوال عبدالله العظامات “

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. لمنور محمد بوليف قال:

    المال و البنون زينة هذه الحياة و لكن قد تغلب على أنفسنا صفة الطمع و عدم القناعة و الرضا بما كتب الله لنا فنصير إلى أجساد بعقول خاوية تتبع فتات الخبز كالفئران و بذات نفس النفس الطماعة آملين بأن نحظى بقطعة خبز الكبيرة إن لم تكن ننظر بنهم للسلّة كاملة،و في غمار كل هته الرحلة المليئة بالطمع و اللارضا و ننسى أننا قد نكون مستهدفين من قطط لا تعرف الرحمة تستعبد أرواحنا و تقتات على عقولنا وتحرك مواردنا كيف تشاء و تستولي على كل مانعتقده ملكنا … سؤالي هو :إلى متى و نحن نتبع فتات الخبز كما تفعل الفئران عندما تغادر الجحور؟

اترك تعليقاً