مقالات ونصوص متنوعة

حبٌ من نوعٍ آخر ، بقلم:رغد محمود دبنك”نصوص نثرية”

|حبٌ من نوع آخر | 
بدأت الكلام بسلامِ لطيفٍ،ومعسول،خادَعت قلبي،نويتَ الوصولْ، كذبتُ مشاعري دوماً وما جاوبتكَ بالقبول، ولكنك أردت الحصول؛ على قلبٍ نظيف مِثلْك على الطهارة مجبولْ، نسيتُ كلَّ المحاولات وكان الرفض حليفي، لم أرَ فيك شيئاً يناسب تفكيري وتأملي وتأليفي ،  ولكن بالود أصبحت أنيسي، وملجأ وحدتي وملاذ ضيقي، وبدأت القلوب بالتقرب، نسرق النظرات خلسة، حيكت خيوط الحب صدفة، ووقعنا في شباك الهوى سويّا، والجوى يكوي القلب كيّا، وبدأت العيون بالتكلم و و موسيقى الحبِّ تعزف مقطوعاتها على أوتارِ قلوبنا، نتجّرع كؤوساً من العشق كلَّ أمسية ، ولا يحلو للبنان الكتابة إلّا على نغمات صوتك، اشتاقك فألجأ للقمر كي أرى فيه وجهك، أكتب لك في منتصف الليلِّ قصيدة، نحن كلماتها ، بالحبِّ رتبتُ قوافيها، وبالهُيامِ نسّقتُ بداياتها، مرت الأيامُ والليالي، وزفتني أمي أجملَ عروسٍ لك، بالحلال جُمِعتُ بك ، وأنجبتُ طفلاً أتذكر من ملامحه لحظات تأملك ، طفلا يشبهك،  شِبنا سوياً ولا زال الحب كأول يوم رأيتُكَ فيه، خلّدتُ ذكرياتنا على أوراق، وكتبت بقلمٍ حبرهُ الحب، حتى لا يمحى ويبقى أثره، ومرت السنون والأيامُ وقلبي يفيض بالحب اتجاهك، بدأ المرض ينتشر في جسدك وينهكك، سرقك الموت مني على حين غفلة، ولم يكفِني البكاء، لا لم اكتفِ منك بعد!! كيف لهم أن يحثو على وجهك الثرى ؟ يا رفيق دربي، لم أنسَكَ للحظةٍ واحدة، كنت خالداً في قلبي، كلماتك تتردد في مسمعي، لا زلت احتفظُ بملابسك واشتمُ رائحتها، اضعُها بجانبي، كرسيك وطبقك لايزالا على طاولةِ الطعام، لم ولن  يأخذ أحد مكانك؛ وها أنا قد بلغت الخامسة والسبعين، اشتمُ رائحةَ الموت، تقترب مني، كنت سعيدة جداً، سبع سنين مرت على ذهابِك، وأنا أتخيلُ طيفك لأقلل من اشتياقي ولهفتي لرؤيتك ، والآن سآتي لزيارتك، ولكن هذه المرة سأبقى معك، لن أعودَ كسابقاتها، سأقطن معك إلى الأبد،سآتيك عاجلاًاا…
#رغد_محمود_دبنك 

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
شيء مضيء , بقلم : إسراء رشيد “خاطرة”
التالي
سِكِرَيَ وَمٌرَارَتْيَ ،بقلم: رَوَانَ دِوَبّا’ نص نثري

اترك تعليقاً