مقالات ونصوص متنوعة

ليس لي سواك يا وطني، بقلم : راما رضوان سبيريج

_في حفل مدرسي متواضع، صعد أحد الطلاب الصغار إلى المنصة، كان التوتر يبدو جلياً عليه، وبيده ورقتين، يقبض عليهما بحزم، صعد وتوجه إلى زملائه، أساتذته، جمع الحضور، وجه إحدى الورقات إليهم وكان عليها رسم لعلم بنجمتين، وأخر بثلاث نجمات، وجه الورقة ومن ثم قام بتمزيقها، وفتح الثانية وبدأ يقرأ منها، وقال: ” ومتى سينتهي كل هذا؟! ، إذا كان الخلاف على نجمة زائدة أو ناقصة، فأنا على استعداد أن أسافر إلى السماء وأقتطف كل تلك النجوم، أجلبها لكَ يا وطني العزيز، فهل سيفي ذلك بالغرض، وإن كان الخلاف على الأحمر أو الأخضر، فدمي كله فدائك يا أرضي، لينبت منه عشب أخضر هناك وهناك، وهكذا يتساوى الطرفين، وإذا كانت رقبة فرض عليها أن تشنق، فعنقي حلال لكم، ولتتصالح كل الأديان، وإن كانت صفقة تبادل أسرى، هاتوا الأكبال وقيدوني، ولينتهي كل هذا! ” ، أجهش ذلك الطفل بالبكاء، وعاود الكلام قائلاً: بلا أب ولا أم ولا إخوة، يتيم، وحيد أنا، ليس لي سواك يا بلدي.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تأدّب، بقلم : آيات عاكف حريدين
التالي
لماذا حرّم لحم الخنزير

اترك تعليقاً