بعدما أرخى اللَّيلُ سدولَهُ، أَطفَأتُ القِنديل وقد هممتُ بِأَن أَنَام باكِرًا، إلَّا أنَّ قِندِيلَ قَلبِي مازال مشتعلاً، مُصَابًا بالأرق وكأنَّ معركَةً مريعةً تَجُولُ فِي داخلِهِ، يُسْمَعُ ضجيجُها وصداها إلى خارِجِ جَسَدِي، وحينها بدأتُ بالتَّوَهُمِ وقد أخَذَنِي الخَيالُ إلى مَجرَى بَعيدٍ خَالٍ منَ الجميعِ سِوَى أنا و تِلكَ الَّتِي يَدعُونَهَا بِذَاتِ وجهِ القَمَر لِشِدَّة إشرَاقِ وَجهِهَا . كانَ هَمِّي الوَحِيد بِأَن أُبقيها إلى جَانِبِي، أَغَارُ عليها منَ النَّسَمَاتِ العَابِرَة، أَفعَلُ كُلَّ مَا يُسَمَّى بالجنونيِّ من أَجْلِ إرضائها، أتحين فُرصَةً مُناسِبَةً لأعتَرِفَ لها أنَّها تَعِيشُ فِي قَعْرِ قلبي، في ذاكرتي الأبَدِيَّة، أُعَبِّرُ لها عن مشاعري المكبوتة، وأستَمِعُ إلَى صوتِها العَذب الَّذِي كان أشبه بقيثارةٍ فِي مُتَنَاوَلِ عازِفٍ ماهرٍ يُهَيِّجُ القُلُوبَ ويَنشُرُ المحبَّةَ . يَالِ هذا الخيالِ اللَّعِين الَّذِي يراودُني ويُذهِبُ النُّعَاس مِن جفوني! إلى متى سيَكُون صَبريَ كَفيلاً في التَّحَمُّلِ حَتَّى ذَلِكَ الوَقتِ المُنتَظَر؟! #محمد_أيوب
Comments
0 comments