مقالات ونصوص متنوعة

نوبات الحزن، بقلم : مرام حماده

أحياناً تخذلنا قوانا عند أمسّ الحاجةِ لها!!
تخوننا الدموع  في المكان الخطأ، اللحظة الغير متوقعه….
ربما ليخبرنا الله بأننا بشر !!!
وأن الله خلق البشر من ضعف، ليشعرنا  بهشاشة أنفسنا  أمام لحظاتِ الحزن؛
كم مرة سمعتُ جاراً لي يبكي في منتصف الليل وقد وضع صوت القرآن ليغطي صوت بكاءه إلا أنَّ أناته تُسمع!!
كنتُ أحسبه يضعُ القرأن كي يقوم اللّيل أو ما شابه، ربما هو يبكي اللّيل حين يسترجعُ شريطَ ذكرياته، أو لربّما القرآن ولدّ في نفسه هذا الشعور من الخشوع . 
ثم تراه في الصباح يرتدي بدلته الرسمية ويضع عطره الفواح وكأنّ شيئاً لم يكن .
لم أكن أدري أنه هشٌّ لهذه الدرجة، ترى ما سبب أناااته تلك ؟؟؟ 
كم من مرةٍ خانتنا قوانا على وسائدنا قبل نومنا !؟؟؟
حتى لم نستطع كبت صوت بكاءنا
بكاءنا على طفلٍ لم نعرفه أو لشجارٍ تافه لا يستحق أن يذكر، بكاءنا لانتهاء كتاب، أو لاحتراق طعام، أو حتّى عند سماع أغنيةً حزينه ، فقط لرغبتنا بالبكاء وجدنا الأعذار، هكذا نحن ضعفاء حدَّ الثمالة .
نظراتُ الحزنِ كأنّها خلقت “لأعيننا شرودنا “حتّى العزلة التي فرضناها على أنفسننا وكأنّنا في عُدةٍ طويلة الأمد على كل شهيدٍ، ما تفسير كلِّ هذا  ؟؟؟
أهو حزن ؟؟
أنقيم له حداد !؟
أينتهي هذا الحزن بحداد !؟
مستعدةٌ لحداد سنةٍ كاملة على أن لا يأتي الحُزن بابي مرةً أخرى،
 لكن ما باليد حيلة ،خلق الله لنا قلوبنا رقيقة ،حنونة؛
مستعدةً للحزن على قطة الجيران مثلاً  لأنها لم تنجب !!
هكذا نحنُ المزاجيون، لا نملك حلاً وسطاً !!
إما “حُزن أو حَزن”
ماذا نفعل ؟؟؟ 
لا يمكننا تجاهل حُزننا
أيعقلُ لامرءٍ أن يتجاهل شعوره ؟؟؟
أحبّ أن نكون صادقين مع أنفسنا، إن كنا حزينين يجب أن نعيش شعور الحزن، أن  لا نتهرب ولا نضع أقنعةً توحي بأنّنا بخير ، لأنّنا لسنا كذلك .

إقرأ أيضا:استخدامات صابون حليب الماعز التجميلية

أريد أن أكون صادقةً بشعوري ؛
أنا حزين لا أستطيع  ارتداء أي قناعٍ يوحي بأنّي عكسُ ذلك؛
عسى الله بصدقي أن يزيلَ عنّي نوباتِ الحُزن تلك .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فاجعة، بقلم : خديجة حشري
التالي
كيف أقوي عيني بالأعشاب والخضروات؟

اترك تعليقاً