خاطرة

دون درايةٍ منها، بقلم : محمود الحسن

ودونَ دِرايةٍ منها
ها هي تهبهُ جسدها الطاهر
ودونَ أيِّ مُقاومة
في كُلِّ مرة تركُضُ وراءهُ حافية
لا بل وراءَ العاطفة
فتنساقُ عيناها المرخيةِ
ذات الجُفونِ الناعسة
كتائهةٍ تجرى خَلفه
وتتبعه كظلٍ في منتصف الظهيرة خُطواته
تبحثُ عن بصيصِ أملٍ مزروعٍ
في عُقرِ بئرٍ عاطلة
وتُفتشُ عن النُورِ
في كل اتجاه ناظرة
عطشى الفُؤاد في صحراءٍ قاحِلة
تتحسسُ الماءَ المفقود منذُ زمن
تحت الرمال اللاذعة
وهو كالسرابِ الذي في الحُلمِ يمر
عندَ كُلِّ لقاءٍ طيفهُ بجانبها
ويلوحُ لها كخيالٍ من بعيد
لتعيشُ الوهمَ عند كُلِّ واحةٍ عابرة
علَّها تروي ظمأ الشفاهِ اليابسة
ولسانُ قلبها يقولُ له:
افعل بي ما يحلو لك
فكُلُّ ما أُريدهُ النسيان
أريد أن أنسى ظلامَ ليليَ الطويل
وشتائي البارد
وألم الفقد
ومُرَّ الدواءِ..
وقهرَ الحرب..
وتعبيَّ الصامت ..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
جريمة الرهان، بقلم : رُبى محمد زهوة
التالي
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد من منظور غربي

اترك تعليقاً