خاطرة

لم أُخلَق في صلابة، بقلم: براءة أحمد كردي

رفقاً بي فأنا لم أُخلَق بهذه الصلابة…
رفقاً بي فلم أعد أحتملُ ثقلَ الجبال العويلةَ…
إنني ذات جسدٍ نحيل…
ذاتُ بنيةً لا تقدر على حمل كل ذلك الألم…
خُلِقتُ لكي أُكرَم…
خُلِقتُ لكي أشعر بأنني أنثى مدللة و لا ينقصني شيء…
خلقتُ لأستند لا لأُسند…
لكن مع مرور الزمن اكتشفت أنني شخصًا آخر غير الذي كنت أرسمه في مخيلتي…
يروني لا أتحمل مسؤولية شيء و أنني محبة لنفسي و لا أهتم لأمر احد…
ههه أضحكني ذلك الظن السيء الذي أشعل ناراً أحرقت كل ما تبقى في داخلي من أنوثة و رحمة و أحلاماً قد رسمت…
لا أقارن نفسي في أقراني و أحمد الله على حالي لكن ألا يحق لي أن أشعر بأنني أنثى لا ينقصها شيء…
أكره جلسات الفتيات لأنني أكره أن أحرقَ نفسي لأجل شيء لا يستحق…
شاخ وجهي و هرم و أنا بعمر الرابعة و العشرون…
كل ما أطلبه هو الإنصاف فأنا لا أريد غير الإنصاف…
من الداخل أنا عالمٌ لا يتكلم يحصد المواقف و يدفنها في داخله و يعود إلى ابتسامته المؤلمة أشعر بهم و أسندهم بقوتي و لا أرى غير الظن السيء و الرفض التام لمتطلباتي الأساسية التي أملك كل الحق بها…
أريد فقط أن أتذوق فرحة ذلك الطفل الذي أهدته أمه قطعه حلوى رغم بساطتها…
أريد أن أشعر بفرحة ذلك الطفل عندما تهديه أمه ثوب العيد…
أريد فقط أن أفرح كباقي أقراني بأن في جيبي شيء مثلكم و أملك كل حق التصرف به…
أريد فقط لو مرة أن أبتاع لنفسي ما طلبته نفسي و أن أطرد الخوف من سؤالٍ لطالما كان لي شبحاً أهلكَ عقلي تفكيراً و نفسي طلباً و قلبي حباً…
أسأل الله الخلاص الدائم.

إقرأ أيضا:” ذكريات” بقلم مها خالد خليل (خاطِرة)

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لوحة فنية، بأنامل: راما محمد علي العبود “فن الرسم”
التالي
امنحني عُذراً لرحيلك، بقلم: بتول ناصر الدين فاطمه “خاطرة”

اترك تعليقاً