مقالات ونصوص متنوعة

فوضى مشاعر، بقلم : رهف محمد عثمان

أنا لستُ صُداعاً، أنا فكرةٌ أكبرُ من رأسك؛ أردتُ فقط أن أشعرَ يوماً بأنَّك تحاولُ لأجلي..
كنتُ قد كتبتُ إليكَ البارِحة رسالةً تجاوزت الأربعَ صفحات، كتبتُ بإفراطٍ، بِهذيانٍ، للحدِّ الذي شعرت به بخوفٍ اتجاه الكلماتِ التي كُتِبتْ بكلِّ هذا الحريق، أعلمُ بأنّي أكتب بأنصافِ أصابع، كنت قد حرقتهنّ جميعاً لئلّا أُرسل إليكَ أكداسَ الرَّسائل المكتوبة، أحاول جاهِدة ألّا أقتلكَ في داخلي، أن تَبقى حيًّاً ولو -كَجرحٍ- يأبى أن يَندثر، أُحاولُ بكلِّ ما فيّ!
أنتَ الآن لستَ موجوداً، لا أملكُ لكَ أيّ صورةً، ولا حتىٰ رقم هاتفكَ، اشتقت إليّك، إلى رموشِ عينيكَ، وإلى خطوطِ يديكَ، أحّنُ إليك كَثيراً، أودُ أن أراكَ ولو لدقيقة واحدة، صدّقني؛ كانَ كافياً أن يكونَ حُزني وتَعبي لا يهونُ على قلبكَ ليبقى الوّد بينَنا.
لمْ أنم طوالَ الليّلتين المَاضيتين، قَلبي مازالَ تَحت تَأثير نَوبة اكتِئابٍ كَبيرة..
جرجرتُ نَفسي إلى مَكتَبي، مُتعثِّرةٌ بدموعي، أُمسكُ قَلمي لأكتب، أتَكِئُ على فُتاتِ فكرةٍ مزجَها الأدبُ وخضَّبها بمُفرداتِهِ، أغدو مَواطنُ فِكري شَتاتاً، أحاولُ من جديدٍ أن أستجمعَ قُوايَ، ولكن شيئاً ما جامحاً جداً، يثقلُ كاهِلي..
لا أدري لماذا أصبح قلمي مُهترِئَ الحياكةِ، شَحيحَ الإتيانِ..
أَمسحُ عن وجنتي دمعةَ شوقٍ لأيام فرحٍَ، كُنتُ أسابِقُ فيها الحرفَ والهَمزات..
لأتعرقَل الآن بفاصلةٍ.. وأنكسِر!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أنثى فاعلة، بقلم : بيان ماهر قرقش
التالي
الصندوق الأسود، بقلم : أحمد عز الدين علي

اترك تعليقاً