مقالات ونصوص متنوعة

نجمة سمائي، بقلم: تقوى عبد الحميد العيساوي “نصوص نثرية”

الثَالث عَشر من مَارس لِسنة ألفين و عشرين
ها قد بلغتُ اليوم من العمر عِشرينَ سَنة.
ولكن حساباً بدون وجودكِ و تفاصيلكِ أَبلغ فقطْ تِسعة سنَوات.
أَجل أعْلم أنّه لا يُمكن أنْ أقوم بِحسَاب عُمرِي هكَذا ، لكن من بعدكِ تَلاشى كل شئ ، استَمرت السَّنوات وتَغيرت الأرقَام فقَط ، لِذَة وجودكِ رَحلتْ حَديثكِ رَائحتكِ أَخذْتِها لَم تَتْركِ الا حُبَكِ لا يزال قابِع في قَلبي [ ولَن يزٌول حتَّى أكونَ معكِ ، وبعد طبعاً ]
هذا لَيس حدِيثنَا الأَول بعْد رَحيلكِ طَبعاً ; قد كتبتُ لكِ الكَثير من الرَّسائل بٍجَميع الُّلغات و الأشْكالِ ، لكِن حُروفَها قد مُحيَت مِن شِدة شَوقِي لكِ
لقَد سَمعتِها مِن قَلبِي أليس كذلك ؟ 
كنتُ لا أزَال أؤمن أنّ الله سوف يُعيدكِ إليّ ،
 “استغفر الله”  لكنها الطُّفولَة و خَيالِي يَامسكنِ و أمَانِي .
لاَزال يصدح في رأسي ذلك الَيوم ؛ لنْ أقول مشؤوم بِرغُم افتقادِي لكِ في كل أنفاسِي  الا  ” إنّ لله و إنّ إِِليه رَاجِعونْ “.
هًل تكونِنَا  قد ارتحتِ مِثلَ ما تَداولَ البعض أثْناء رَحيلكِ ؟
تَعلمِين شَعرتُ بِحقد تجاه كل شخص قَام بِمحاولة إِلهامِي الصَّبر بِهذه الجُملة لأن أفكَارِي كانت تُخبرنِي
 ” رحلتْ راحتكِ “
أعلم أنّي قد نَسيتُ أن أُحادثكِ أحياناً لكن أعلم انكِ تُشاهِديني ، بَلغتُ هذَا العمر الرمزي بِيَقينِي انّكِ بِجِوارِي في كل مراحلِي ، انتِ هنا في قلبِي و سمائِي
كنت قد قرأت في مكان ما
” هل يشعر الموتى بحنو لمساتنا على صورهم ؟ ” .
أعلم انكِ تَشعرينَ أعلم انكِ تَضحكينَ عند ما تلمعْ نجمة في السماء و تتحول لدَي “مَرْيَم” انتِ نَجْمَتِي.
أعلم أنك ِ هُنا
سَوفَ يَحل الربيع قريباً أعدكِ سَأعود إليكِ لِمشَاهدة لمعانكِ وَ بَريقِكِ من بعيد لِي .
 أعلم أنكِ هنا .
لقد اشتقتُ إليكِ .
أ تَعلمينِ لم يغِبْ اسمكِ عنْ صلاتِي و دُعائِي ، قد استمرتْ فَرحتِي طويلاً لأنني قد خَتمت القرآن لكِ ؛
لقد اشتقت إليكِ
عند أول فشل
عند أول ألم
عند أول خيبة
عند أول مرض
ليس عند الأول فقط بل و الأخر وما بينهم .
لقد اشتقتُ إليكِ
عند العُطل التي كانت تُبقِيني بِجانِب وسادتكِ في حضنكِ .
لقد اشتقتُ إليكِ
استعدتُ لحفاكِ الدافئ منذ مدة ليست بِقليلة  لأسباب ِ طبعا وإلا لنْ افرط في رائحتكِ
لقد اشتقتُ إليكِ
فَبَريقُ عَيناكِ لا زال يُلهمني للمضي قُدماً.
ولو أنكِ يَاجدتي كنتِ أبديّة .

إقرأ أيضا:الدجاج بالفلفل الحلو

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عادات وتقاليد الشعب المصرى
التالي
إنشاء حساب هوتميل hotmail

اترك تعليقاً