مقالات ونصوص متنوعة

ما بعد الثانية عشر صباحاً، بقلم : غفران عثمان الشامي ” نصوص نثرية ”

#غفران عثمان الشامي
سوريا

مابعد الثانية عشرصباحاً من يومٍ سبقه أشباهٌ كثيرة
لا يهمُّ التاريخ ما دامت اليد ذاتها تكتب، ولا يهمُّ العام فما زال القلب لك ينبض..
طاولتي و أوراقي و أنا مع صوت الراديو وأم كلثوم وقلمٍ في يدي و صورةٍ في رُكنٍ مجاورٍ أختلسُ النظر إليها بين الكلمة و الأخرى.
و لِنَعُد لأمسٍ كان يشبهُ أمساً أنت فيه.. و لِنَضع طرفاً حكماً بيننا كَعينيك مثلاً، و نُصغي لقِصّتنا كما سَترويها جدّتنا!.

“كان يا مكان في قديم الزمان.. شاب وسيم وفتاة كالقمر تصغره بسنين و يصغرها بقلبٍ و روح!
ذات ليلةٍ التقيا في مكان عتيق، لا يقصده إلّا من طلب الهدوء و الصفاء.
هي تجلس على كرسيٍّ خشبي بالقرب من طاولةٍ مربّعة، تَسنُد رأسها إلى كفّها و تُراقبُ سقف المكان، تُغمِضُ عينيها لبعضِ الوقت ثمّ تتنهّدُ كمن استفاق من حلمه و عاد للواقع!.
هوَ يتأمّل من بعيد أُنثى تنازلت عن سمواتها السابعة و حجزت لها رقعة أرضٍ بيننا، و يدوّن على قطعة ورقٍ فضيّة أسئلةً يودُّ أن يقطع بها صمتها…”
ترُى من كان هذا الشاب ؟
هل حقّاً كان أنت ؟؟
أتلاحظ أنني دوماً أَنكُرُ وجودك في الحياة؟؟
وأتمنّى لو استطعتُ نكرانك مرّةً في قلبي.
موجعةٌ هي الحروف التي تقفُ في آخر الروح و أوّل النطق..
مؤلمٌ هو عناق دميةٍ كانت لك
فارغٌ هو البيت بكلّ سكّانه في غيابك
موحِشَةٌ هذه الذكريات.. و الأغاني!
 أبحثُ عنك في أرجاء بيتي، ولا أجدك
أن أكتبَ كلّ الكلام و أقفَ حائرةً كيف أصلُ إليك بعد الذي كان؟.
سأطلبُ من جدّتي أن تُكمِلَ حكايتنا في ملكوتها.
و إلى ذلك الحين ابقى بسلامٍ يا نجمي ..!!

إقرأ أيضا:كيف تكون جميل وجذاب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ضباب الذاكرة شيء من الماضي، بقلم : فاطمة عبد الرحمن قاسم ” نصوص نثرية ”
التالي
في عصر أمي، بقلم: معاني محمود الحاج عبد الله ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً