مقالات ونصوص متنوعة

إرهاق، بقلم : شريف الزعبي

إرهاق
إنني مرهق، إلى الحَد الذي يَجعَلُني مُبتئِس،
إلى مابَعدَ االنقطة…التي تنتهي عِندها الأرض.

إنني الأن أهرول بالكلمات، عسى أن يسمعني أحدٌ ما، يقوم بكسر المألوف…ويفهمني، دون أن يَمَل من كلماتي الغير مهمة فأنا لم أعد أحتمل وجود ظل هذه الشياطين داخل رأسي، إنني مقيّد بهم..أسمع الحديث بيني وبينهم:
-سيدي القارئ الوهمي: حبذا لو تخرج من تجويف رأسي المتألم، فأنا أكتب وأنت تحرر وتفهم كما يحلوا لك-فكبسولتين من (بانادول)لايكيفيان لأسكاتك هذه المرة-فماذا أفعل لأغلق فمك الغير مفتوح؟!
-أنا مازلت على طبيعتي…أنت من تغيرت.
-اصمت، أنت تكذب، لا تود إخباري الحقيقة.!
-اصمت أنت، وخذ نفساً عميقاً، سترى بوضوح.
ا…ص…م…ت…. لا أود سماعك، أنا مرهق.

إنني مرهق حد الجنون
ولا أريد سماع أحد
حد البكاء الصامت
حد الرقص والمجون
حد اغتصاب ذاكرتي
حد الهزل والغثيان.

عندما سألتني أمي: ماحالي، وقلت لها أنني مرهق، لم أكن أقصد التعب…كنت أقصد خدش في الروح، مايؤرقني بحق أن هذا الخدش…أجهل سببه.

كنتُ في كل مرة أكون فيها مرهق إلى هذا الحد، أذهب بعيداً وأعتزل، أتأمل، أحزن ،أبكي، أُنصت إلى الصَمت …أرتاح وأعود
هذهِ المرة فَعلت كما أفعل كُلَ مرة، ولم أشعر بالاطمئنان، جربتها مرة …اثنتان..عشرة…لم يتغير شيئ سوى أنني مازلت هناك ومرهق أكثر…أخشى أن لا ينجح الأمر، ولا أستطيع العودة، وأظل مرهقاً إلى الأبد.

إقرأ أيضا:نص نثري بعنوان خابَ وخسِر بقلم براءة شاهر الطموني

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عمل سمك مقلي
التالي
إلى نفسي، بقلم : راما كامل عبد الله

اترك تعليقاً