مقالات ونصوص متنوعة

الهائمة، بقلم : ديانا يحيى الصحناوي، “النص الفائز بمسابقة احتواء”. “نصوص نثرية”

° الـهائمة °
ما ضرني لو كنتُ الـخيط الذي لا يفارق معصمَكَ، يسكن بـالـقرب من أوردة يدكَ، ولا يفارقها، يتحرر في حال تحققت الأمنية “أمنية بقائي بـقربك مثلاً!” .. فأبقى معلّقةً بـتفاصيلِكَ، قريبة منكَ ومن قلبكَ على أيّةِ حال ؟!
ما فاتَني لو كنتُ تلكَ الـشامة الـملتصقة في وجهِـكَ، متلحّفة في ذقنِكَ، تارةً أغفو بـالقرب من وجنتيّكَ، وتارةً أصحو لأتأمّل تفاصيل وجهكَ، وأتوه في رائحة عطرِكَ ؟
ما فاتَني لو كنت شالَك، أتنقّل بينَ عنقَكَ وقبّة قميصك هنالِكَ بـذلك الـممر.
الممرّ الـمضاء بـفوانيس أرجوانيّة؟ .. فوانيس تضفي أماناً يذكرني بـدروب مدينتي ليلاً، فـأعيشُ بكَ .. في مدينَتي ..
لَيتني كنت حجار الـشطرنج الـمبعثرة في حقيبتِكَ، تَفتَح الـحقيبة فـتتشاجر أجزائي وتتسابق، أنا مَن سـأعانقهُ أولاً، لا أنا، بل أنا .. فـأعانقكَ بـكل تفاصيلي حينها ؟
ماذا لو كنتُ تلكَ الـماء الـساخنة التي تلتقطها عندما تستيّقظ من الـنوم، تفتح عينيكَ وتأتي إليّ، فـتتعارك جزيئاتي، من منها الّتي ستنسكب في ذلكَ الـكوب ؟
إلهي ..! ما فاتني لو كنت ذلكَ الـكوب مثلاً؟!!! “كوب المشروب الـصباحي خاصّتك” ، تحرّكُ أصابِعكَ لـتلتقطني بـاعتناءٍ متمرّس، بـلهفة ما قبلَ الـحيويّة والـحُب، فـأُسارع لأصلَ إليّكَ وأحصل على قبلة الـصّباح ..

ماذا لوّ كنت سيجارتك تلكَ، تقبّلها بـغضب عندما تتعرّض لـموقف أشبه بـذلكَ _كـوسيلة ترويح عن الـذّات_ ، تحرق كلّ ما يغضبك عند احتراقي ،
نعم حبيبي ! ما ضرّني لوّ كنتُ تلكَ الـسيجارة التي تحترق من أجلكَ ما دامت أعقابي سـترتَمي في رئتيّك في نهاية الـمطاف !

إقرأ أيضا:لا تحزن إن الله معنا/ ومضات دينيّة الشيخ بدر المشاري.

ما فاتني لو كنتُ أغنيتكَ الـمُفضلة الـتي تلازم مسمعَكَ ..؟

لم أحظَ بـأن أكون تلكَ الـصبارة، الـصّبارةُ الـتي تنتفض من فراشِكَ صباحاً راكضاً نحوها، تتأمّلها بـعناية، تحدّثها بـعبارات غزلية، وتتغنّى بـجمالها .

كَم تمنيتُ لو أنني وسادتك، تضع رأسكَ عليها لـتستريح من ثقل الـحياة، فـتلتمسُ أصغر تفاصيلك “شعركَ، ذقنكَ، تفاصيل وجهكَ، عينيك ..
ما فاتني لو كنتُ أحد الـشرايين في عينيك؟ أو رمشاً من رموشِكَ مثلاً ؟

لَن تتخيل عدد الـمرّات التي وددتُ بـشدة أن أكون جارة لـمنزلِكَ، أنظرُ إليكَ خلسةً وفي أيّ وقت أردت ..
تمنّيتُ لو أنني ولاعةٌ تلازم جيبكَ الأيسر “نعم الأيسر حتماً ركّز معي أرجوك” أريد أن أحفظ الإيقاع الـذي تعزفهُ نبضات قلبكَ كـ لحني الـمفضّل ..
حظَيتُ بـهذه الـحياة بـكلِّ ما أريد، سوى أن أكون جزءً من تفاصيلِكَ الـتي أحبّها تلك.
لكِن لا بأس حبيبي .. طالما تفاصيلَك هذهِ ملك لي أنا “
فـيغنيني عن أيّ شيءٍ أنني تربّعتُ على عرشِ قلبكَ ..
قلبكَ الـمُغرمة بهِ حدَّ الـثمالة ?

#ديانا_يحيى_الـصّحناوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أهم المعالم السياحية في مدينة تولوز
التالي
حبيبتي السابقة، بقلم : بتول أحمد حمّادة، “النص الفائز بمسابقة احتواء”. “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً