مقالات ونصوص متنوعة

ضحايا الحرب، بقلم : محمد محمود ريان

عندما كانت الحرب على وشك البدء و الأحوال مضطربة في هذه المدينة كانت الطائرات تحلق فوق أرجاء المدينة كان هناك الكثير من الناس المكتظين في تلك المدينة وبينهم الأطفال و الرجال و النساء و الشيوخ ولكن لم يعطوا لتلك الطائرات كثيراً من الأهمية اعتقدوا أنها طائرات عابرة والأمر لا يدعو الى الخوف و والقلق و  بينما  أنا كنت مراسلاً لقناة إخبارية أُجهز التقرير الخاص بي والذي يتعلق بتلك المدينة و الذي سيعرض في المساء على البث المباشر الخاص بالقناة ذهبتُ إلى المقهى لأرتشف القهوة وأستجمع أفكاري ولأمعن النظر إلى هذه المدينة المستهدفة للحرب في أي وقت ممكن جلست في الشرفة التابعة للمقهى وأخذتُ أُجهز أوراقي و أقلامي وبدأتُ أكتبُ ما أرى في هذه المدينة الرائعة و وقد كنتُ ضيعتُ البعض من الوقت بإنتظار قدوم زميلي المصور أحمد لكي نعمل على هذا التقرير الذي يتعلق بهذه المدينة وعندما قاربت على انهاء كتابة التقرير ذهبت الى مخيلتي أفكر في هذه الحرب اللعينة و على أسباب حدوثها أو ربما لماذا تحدث هذه الحرب و تقتل الكبار و الصغار و الشيوخ ما ذنب هؤلاء بتلك الحرب القذرة؟ قطع تفكيري صوت زميلي أحمد المصور قال لي ما بك؟ قلت له لا عليك كنت شارداً بأمر ما اجلس الآن لنُحضّر عملنا و نتدرب قليلاً على إلقاء هذا التقرير مضى من الوقت ما يقارب الساعتين ولم يتبق إلا ساعة واحدة على عرض التقرير بدأنا نجهز الكاميرات و الأجهزة الخاصة بالنقل التلفازي و بعد مرور ربع ساعة ضجت المدينة بصوت الطائرات الحربية و بدأت تقصف البيوت و المحال التجارية و المشافي و المصانع و المنشآت و الجوامع أصبحت المدينة شبه خاوية على عروشها و الرجال تركض حاملة أطفالها خوفا عليهم من شظايا الصواريخ والرصاص، أصبح الشهداء في كل مكان و مازلت الرجال تهرب من الموت و الطائرات تقصف أضعاف البيوت التي قصفتها قبل دقائق كدت انهار من الأشياء التي أراها ذهب زميلي أحمد آخذاً الكاميرا و بدا يصور العمارات المهدومة و الرجال الخائفة و الأطفال الباكية وأنا أقول بيني وبين ذاتي يااا ربااه أيعقل أن تكون هذه الحرب اللعينة مستمتعة بقتل الأبرياء قطع تفكيري صوت قذيفة وقعت على المقهى الذي كنت جالساً فيه قبل قليل غيرت موقعي على الفور و مازال أحمد يقوم بأخد الصور لفت انتباهي طفل في سابعة من عمره واقفاً ينظر الى الطائرات اللعينة التي تقتل
وتقصف الابرياء و إلى الشهداء الذين يملئون الأرض بدمائهم العذبة و فجاة غير نظرته و أصبح ينظر إلى أولئك الرجال الذين يحملون اطفالهم و يركضون خوفاً عليهم من الموت كانت عيناه تلمعان و مليئتان بالكلام حاولت تفسير تلك النظرات ولكن لم أستطع إلا تفسيراً بسيط يقول فيه لا أريد الهرب أريد المكوث و إكمال ما تبقى من عمري على هذه الأراضي الطاهرة وكانت نظرته تقول تباً لهذه الحرب اللعينة و تباً لهؤلاء الرجال الذين يخافون الموت و لم يعلموا أن من مات دفاعاً عن أرضه قد نال الشهادة .

إقرأ أيضا:قضية ميت بقلم:صفاء مصطفى البطوش *خاطرة*

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عشرون عاماً، بقلم: رنيم أيمن جحه “نصوص نثرية”
التالي
فوّضته قَلبي، بقلم : رَغَد خالِد أبو خليف، “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً