مقالات ونصوص متنوعة

عناق من صمت، بقلم : روان سمحان ” نصوص نثرية ”

عناق ٌ من صمت ٍ

رعشةٌ عميقةٌ اجتاحتني  ، كان حزيرانُ الحبِ قد حلّ منذُ اثنا عشرَ  يوماً.
  جيوشُ عشقكَ احتلتني وحاصرَت حدودي  من اللحظةِ الأولى،
ضعيفةٌ لا أقوى الدفاعِ عن نفسي المتهالكةِ أمامَ عنفوانكَ،  آثرت الإستسلامَ لك فحضوركَ لهُ سطوةٌ لم أرها سابقاً.
ربما لأنني لا أرى في الدنيا سواكَ، ضريرةٌ عن كلِّ رجالِ الأرضِ إلّاك.
كان لقاؤُنا الأولُ ذا رهبةٍ،ذا سطوةٍ،. والحشرجةُ التي سكنت حجرات ِقلبي  متلعثمةٌ، لا أعلم حقاً ما الذي حلّ بي!
أشعرُ   بالحُمى  وتداعى جسدي  لي بالسهر.
مريضةٌ بك؛  ولستُ  أبحثُ عن علاجٍ ولا رقيةٍ لقلبي.

لا زلتُ أذكرُ إبتسامتك الحائرة، نظراتُك التي عانقتني من بعيد
مناجاة الشوقِ المتأجج داخلك،
كنتَ تودُ عناقي لولا حشدُ المتطفلين حولنا!
  انتظرتُ لقاءنا ثمان مئةٍ وخمسٌ وستونَ يوماً وسبعَ ساعاتٍ وستُ دقائق من شوق وعمراً طويلاً من بداية الخلق.
انتظرتك  دهراً وحين التقيتكَ تلعثمتُ كطفلةٍ في السادسةِ عشرةَ ربيعاً!
لا تقدرُ على إخفاءِ حمرةِ الخجلِ التي توشحت وجنتيها ،
ولا الإبتسامةُ العفويةُ الحمقاءُ نوعاً ما.
شممتُ عطرك من بعيدٍ،أرى أنك ارتديت قميصكَ الأسود!
أنت تعلمُ أنني أتوه عندما أراك ترتدي الأسود، فلا يليق إلا بك،
يتلائم تماماً مع  لحيتك الخفيفة ويتناسقُ بروعةٍ مع خضرةِ عيناك!
الويل لي_ حين ابتسم_    نزلت إبتسامتهُ  كالطلِّ على قلبي،
ارتوت كل أوردتي  وأينعت روحي.
نطقنا بكل الحروفِ والأبجديات في صمتنا وبُحنا  بما  لا يقال بكل أصوات العالم.
بقلمي روان سمحان

إقرأ أيضا:طريقة تحضير كاري الدجاج الهندي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
سواد الشر، بقلم : مجد الصقرات ” نصوص نثرية ”
التالي
غداً الثلاثاء، بقلم: يوسف طلال رمضان سوريا”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً