مقالات ونصوص متنوعة

سواد الشر، بقلم : مجد الصقرات ” نصوص نثرية ”

سواد الشَّر

كَانت سَوداوية كَسواد الليل القاتم الذي يَكُن عند الأغلبية بأنه رَمزًا لْشَر والهلال، فكان العناد حَليفًا بها ذات طابع الغرور والكبرياء العليل الذي يَستحيل أن يَطيح، فلها بِالحسناء  قَدر وبالأناقة أثر، جميلة وكأنها مُقتبسة مِن جمال القمر أثناء سطوعه بسماءٌ قاحلة خافتة الضوء، ولكن قلبها بات أسرًا  لا يجيد الألتفات له وكأنه هَامشًا خُلقَ ليجلسُ على الرّف  الرديء، تَمسك بنفسه جَيدًا وأهم بالنزول عن ذلك الرف المَنسي الذي يُحاصره كِبرياء فتاة سَوداوية القلب( كَسواد الشر)، أصبح الحُب يتراقص ما بينه وبينها ولكن بِكُل مرة كان مَصير ذلك الحب بالرفض وَ البُهتان لقلبه الأشبه بالقماش الحريري الأبيض، ولكنه لن يَدع حُبه مُنهزمًا او خاضعًا تحت رَحمة سَواد الكبرياء، أخذ يُبالغ بالشعور أكثر، ففي ليلة أكتوبرية المَدى ذهب لِيجلس تَحت النافذة ولكن دون فائدة ولكنه لم يهبط إلى قاع الأستسلام، كان يرغب بأن يُوضح لها لا بد بأن يأتي خَيرنا  وخير حُبنا، فهو يؤمن جَيدًا بأن كُل شر سَينال الخير عليه، ففي ذات نَهارًا بيومٌ رَبيعي تَوجه نحوها فأخذ بأخراج أوراق وكأنه يخرج لها اوراق قلبه ليبث لها حُبًا العليل الذي يزداد بكُل مرةً، فكانت الورقة الأولى تقول أنتِ النجاة رغم سَوادكِ الهالك، الممُيت، ولكني بكِ أحييا، فاصبح يخرج واحدة تلوى الأخرى وهي دون أي اهتزاز لقلبها، أما الورقة ما قبل الأخيرة تقول  لا عليكِ سأحبكِ بِما عليكِ فحتمًا سأضيئكِ بِخير ونقاء حُبنا، هُنا بِالذات عَلقت دمَعاتها بِجوف عَيناها، تَقلصت أذرعها وكأنها تخبره احتويني ليتلاشى سَوادي، نبرة صوتها المُختنقة كادت أن تخبره بأنها ترغب بأن يطيح سواد كبريائها  لتنجوا  بِه، شَر وكأن خرير الأشجار توقف للحظة وتتطاير الورود علق بِالسماء أثناء اخذها لخطوات خفيفة نحوه فكانت خطوات أبدية لتخرج مِن الظلامات إلى النور بِقربه قط، فأقتربت أكثر واكثر لتكسر السواد بخيره، وضعت الكبرياء، المُكابرة، السواد، وكُل ما يضعف حُبهم بِطيات الخير، أحتضنها بكُل ما عليها ليجعها خَيره المُنتصر دائمًا وبكُل مرةً وحَربًا. 

إقرأ أيضا:من هو احمد زاهر

بقلم: مجد الصقرات

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رسالة مكررة نهايتها التمزيق، بقلم : نور الهدى عدنان مشتهى ” نصوص نثرية ”
التالي
عناق من صمت، بقلم : روان سمحان ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً