أيامٌ لا تَعود، بقلم: نور زياد الديري، “نصوص نثرية”

أيامٌ لا تَعود!
مَرت أيامي كَما يَمرُ الصَّيفُ بينَ تِلكَ الشهور
وَبقيتٌ صامتةً وفي صمتي شيءٌ مِنَ الغرور
وايقنتُ أن أحلامي ما زالت في عَقلي تَدور

مرت الشُهورُ والأيامُ والساعات
ومرت عليَّ من ألآم الدُنيا نسمات
وَمهما تناسيتُ من أنا لا أنسى قَسوة الآهات

غَريبُ الديارِ أعيشُ وحيداً أنتظرُ مرورَ الأيام
والدنيا تَدورُ وما زلتُ غريباً وعودتي للديارِ أصبحت مِنَ الأوهام
أعيشُ ببلدٍ لا أعرفُ فيها معنى الحنانِ والوئام

أين بلادي التي أعلامها تَنطلقٌ بينَ السحاب؟
فانا من غَيرِ بلادي أصبحتُ صديقةَ الاكتئاب
ما معنى أنّ تعيشَ ملِكاً على عرشِ العذاب؟

أحنُ إلى ربيعِ بلادي الأخضر
واشتاقُ إليكِ يا أمي وإلى صَوتكِ العذبِ وأكثر
أين ابي في الصبحِ يناديني يا صغيرتي يا أحلى منَ السُكر؟

حياتي تَملؤها الوحدةُ والفراغ
ما أرى في ضَجيجِ الغربةِ إلا تَعكيراً للمِزاج
أنامُ على صوتِ إزعاجٍ وأفيقُ على صوتِ تَكسير الزُجاج
يالروعةِ بلادي وهدوئِها كَنغماتٍ تُسمعُ في تلبيةِ الحجاج

بلادي متى أعود؟متى أعود؟
أحتاجُ إلى حنانكِ ليدفئني في ليلةٍ باردة
لصوتِكِ في ليلةٍ قاسية ….موحشة
فانا لم أرى فرحاً مُنذُ وقت الغياب
ولن أراهُ إلا في عودتي لبلادي تلاقيني على مشارفِ السحاب
وتُرحبُ بي وتقولُ لي: أهلا بعودتكِ
ولكن تبقى ايامٌ لا تَعود.
بقلم نور زياد الديري

إقرأ أيضا:هل يقلل التدخين من الشهية ويقلل من الوزن؟

٦