مقالات ونصوص متنوعة

يوما ما , بقلم :إباء محمود محاميد “نص”

يومًا ما، وضع القدر جنينًا في رحم قلبي.. شعرتُ به يركل جدار القلب بقوة، حتى بتُّ أسمع صوت تلك الركلات. أطلقتُ عليه اسمًا بكلِّ المعاني، حدّثته طويلًا، وصفتُ له نفسي ووصفت تهيآتي عنه، أفشيتُ له أسراري، وقبّلتُ صورةً رسمتها لعينيه كلّما تخيلتها تُباعد بين جفونها لأول مرّةٍ أمامي… ثرثرتُ عن عقمِ قلبي من قبله، وكم صليتُ أرتجي ابنًا يرتّبُ عواطفي كالمكعبات. قالو لي: “قد يكون حملًا كاذبًا ؛ ينمو الجنين في قلبك ويتغذى بنهمٍ على حواسك فيسلبكِ كل النبرات إلّا نبرته، ويفقدكِ بصركِ إلّا من ملامحه، ويثير اشمئزازك من أي رائحةٍ إلّا عطره، ولن تشعري بطعم الحياة بعيدًا عن حبّه… يتّصل حبله السريّ بروحك العذبة، سيتحلّى بها ويبتسم. سيرمي فضلاته على أعتاب يومك، وينامُ مشخّرًا على سريرِ أحلامك. ستشعرين بأن قلبك بات كبيرًا وأنّ الحَمْل أصبح ثقيلًا، ستتألمين من ركلاته وتتناوب عليكِ الطلقات دون مخاض. لن يولَد إنْ كانَ حملًا كاذبًا ؛ سيلفّ حبله السرّي حول قلبك ويخنقه… ويموت هو بداخله، للأبد!” واليوم، لا أشعر بشيء البتّة، لم أعد أسمع نبضاتي، أرمي صرخة في بئر أسراري فلا أسمع لها ارتطامًا! فألقي بنفسي في ذات البئر، لأنزف من قلبي دمعًا… و أدركُ في النهاية أنني أجهضتُ جنيني، وأنّ قلبي لم يكنْ يومًا إلّا عقيمًا!

إقرأ أيضا:بعثراتٌ من خيط أمل بقلم رغد قصي قنديل


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وقتٌ وموت, بقلم : مرح مراد القاضي “نص”
التالي
حقنة حياة/بقلم:غدير سعد علي..”نص أدبي”

اترك تعليقاً