إنّ أردتُ التكلمَ عن أكثرِ اللحظاتِ ندماً في حياتي سأتكلمُ عن تلك اللحظة اللعينة التي لن أنساها مهما حييت ،سأتكلم عن أنانيتي وكبريائي اللذان كرهتهما طيلةَ حياتي . ولو فُتحَ لي المجال لكي أعيدَ تلك اللحظة التي رنَّ هاتفي بها وأغلقتهُ بعصبيةٍ مع جملةٍ من الألفّاظ السيئة تبعها اسم صديقي الذي شاركني في كل شيء وساندني في ضعفي ووقفَ إلى جانبي بانكساري لدفعتُ عمري بأكمله لأعرف ماذا كان يريد مني قبلَ أنّ أتلقى خبرَ وفاته في الصَّباح هل كان يريد أنّ يحدثني عن شيء مهم ؟ هل أرادَ مني أنّ أتقاسمَ حزناً ما معه؟ لربما كان سيخبرني أنّه وجد وظيفةً جديدة؟ أو أنَّه سيتقدمُ لخطبةِ الفتاة التي يُحبُها؟ من الممكن أنَّه كان حزيناً جداً وأرادني بجانبه قبل أنّ يفارق حياته ،فكنتُ أسمعهم يقولون أنّ الإنسان يشعُرُ باقترابِ موعد وفاته . لا بأس يا صديقي فحقكَ لن ولم يضيع ،الله عادلٌ جداً وها أنا أعيش مع هذا الذنب كل يوم، أحاول أنّ أتناسى ولكن عبث فعقدةُ التأنيب تستوطنني رغماً عني وبكل وضوح أقول :أستحقُ ذلك . لا تؤذوا بعضكم البعض ،واستغلوا كل لحظة تجمعكم بشخص ما ،لأنَ الموت لن ينتظركم لتصلِحوا ما كسَرتموه،كونوا لُطفاء ولا تغريكم الحياة فنهايتنا واحدة “تحت التراب”
إقرأ أيضا:وعد كاذب
إقرأ أيضا:وعد كاذب
Comments
0 comments
