على عكسِ كُلّ الكواكِب فهُنا تَسكنُ الأرواحُ لا الأجساد، إلتقاءِ الأرواحِ المَحبوبةِ والأحلامِ المَسلوبةِ والآمالِ المَفقودةِ فكلُّ الأفكارِ المُشتّتةِ مَوجودة، هُنا عندما تلتَقي الأجسادُ تَموتُ وعندما تلتَقي الأرواحُ تُزهر، كَوكبٌ يُعمَّرُ بأجنحَةِ البِنايات، صُخورَها محفورةٌ بأسماءِ التاريخ وبأحرُفٍ طَمَسها الواقِع، عُيونٌ مَفتوحَةٌ وجَوارحٌ صَاغِيَةٌ لا غَمامَة على أنفُسنا الّلوّامة، أنا أنتَ و نفسُنا واحد، كوكبٌ يسودَهُ السلامُ و الرقَّة والأنامُ بعيداً عن ضَجيجِ الحروبِ وازدحامِ المطاف، هذا الكوكب لمن هم وحيدونَ الذين يَنظُرونَ إلى العالم نَظرةً أُخرى، من يَجِدونَ أنفُسهُم في قارعَةِ الطريقِ شاردينَ بأنفُسِهِم، الخارجينَ عنِ الحُبّ والمشاعِرِ المُتَخبِّطة، تِلكَ الأقلِّيَّة من الأرواحِ الصَّافيَة التي لا يتقبلها الواقع، نُكرانٌ ويتبعهُ نُكران! من يَحِقُّ لهم تحقيقَ أحلامِهم وتجسيدِها على أرضِ الواقعِ وليسَ فقط الشعورَ بِها، من لا ينالونَ حقَّهم بالكواكِبِ الأخرى، من لا يُعجِبُهم مُستَنقعُ المُجتمع وتحَمُّلِ تَكبُّداتِ الواقع، تِلك الفئة تُشبِهُ زُمرةَ الدمِ النادِرَة، كأنهُم خُلِقوا عَبَثاً على الأرض، أو أنّ الإختِلافَ أودَعَهُم في حقائِبِ النسيان وأُجيبَ الحُكّام والأزِقَّة الأخيرة في كُل مَطاف، بالرّغمِ مِن تغَلُّبِهِم على الصِّعابِ وتحليلِ الشخصِيَّات وأدقَّ التفاصيل فهذهِ لا تُعَدُ إنجازاتٍ بأعيُنِ البشَريَّة، تِلك الفئة المُنغَمِرة في أحلامِها المُتناغِمَةِ على أهوائِهِم، أصحابَ الاعتِذاراتِ على أخطاءٍ لم يَرتَكِبوها، كالفُرَصِ الضائِعَةِ بلا مَلجأ، المُتَّهَمُونَ دونَ أدِلَّةٍ أو بَراهين، الذين يُترُكونَ في مُنتصَفِ الطريقِ بخُذلانِ قلوبهِم واعوِجاجِ طَريقِهِم المُظلم، لو أنّ أمثالَهُم في الكواكِبِ الأُخرى لازدَهَرَت الحياة، لا تلتَفِتْ لأي كَوكبٍ آخر؛ فكوكبُ الأحلامِ يتَّسِعُ لِمَن لا مُتَّسَعَ له و لا مَأْوى، أحلامٌ قريبةٌ وآمالٌ مُندَفِعَة، لا حواجِزَ ولا نُكران إنهُ السلامُ والأمان، بعيداً عن عقولِ الكِبارِ ورؤوسِ الشِّجار ويَدَ المسؤولِ المُحتال، بعيدةٌ عن كُلِّ الأسقام.
أهلاً بِكَ بكوكبِ الأحلام.
#حلا_عماد_العموش
Comments
0 comments
حلوش يا قلبي أن شاء الله اشوفك احلى كاتبة ??