عن الأم التي تنتظر ولدها العائد من الغربة، ولدها التي كانت ستصنع له طعامه الذي يحبه، وفجأه تسمع صوت هاتفها وتركض بلهفة لكي تجيب على المكالمة، حتى سمعت همس ولدها وهو يقول: يا أمي سوف أغيب عنكِ اربعةَ عشرَ يوماً، تجلس وحيدة تعد الأيام بالساعات بالدقائق بالثواني، وهي تنتظر اليوم الذي يدق به باب المنزل وترى ابنها، ابنها الذي لم تراه منذ سنوات، تنظر إلى الساعة وعيونها تذرف دمعاً.
عن الطفلةِ التي تنتظر أباها، تنتظر هدية عيد ميلادِها الموعودةُ به عند عودته من السَّفر، كانت من المفترض أن تطفئَ الشموع وتتمنى أمنية لمستقبلها، وهي الآن أطفئت شموعها وهي تتمنى أن ينتهي هذا الڤايروس، الڤايروس الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، سلب أرواح أشخاص كثيرة، ذلك الڤايروس اللَّعين الذي حرَم الأم من رؤية ابنها، وحرَم والطّفلة من رؤية أباها.
وأمّا عنّا سأكتبُ عن حاضرنا الذي شاهدناه بالأفلام الأجنبية، والذي قرأنا عنه في كتب التاريخ، فالكتابة عن حُب الوطن لا تكفيها ثمانية وعشرون حرفًا، وطننا هو الرّوح، هو الأكسجين الذي نتنفسه، نتساءل كل يوم من الذي أعطى الحق لذلك الڤايروس اللَّعين أن يفرّق الأفراد، يحجر الناس في بيوتها، تغلق المحلّات، يجعل الحياة شديدة السّواد، تجعلها كَمدينة الأشباح.
الأردن ستخرج من هذه المحنة، سيذهب ذلك الڤايروس، وترجع الحياة لطبيعتها.
وبكرا بيخلص هالكابوس.. وبدل الشَّمس بتضوي شموس.
بقلمي: ساره ابو حامد
Comments
0 comments