مقالات ونصوص متنوعة

أدب الرسائل، بقلم : عبدالله غياث قطان ” نصوص نثرية”

من غرفةٍ مظلمة أجلسُ بها.
إلى جزءٍ يرافقني فقدتُ حركته.
تحيةٌ متعبةٌ وبعد.
لقد مضى ثلاثةَ عشر يومًا، وأربعةٌ وثلاثون دقيقة والقليل من الثواني، على تلك الليلة المجنونة التي أفقدتك حركتكَ، وذلك من خلالِ دفعةٍ قوية من الطاقة الكهربائية التي قبضت على كفِّكِ الأيمن لترسل شرارة ألمٍ إلى كلِّ عرقٍ في ساعدكِ، فتجمَّدت الدماء داخلَ عروقكِ لتصبحَ كرجلٍ تلقى برقيةَ تقاعده مبكرًا.
 أجل لقد تلقَّيتُ تلك الصفعة المؤلمة رغمًا عني وفقدتُ حركةَ يدي الأكثر قربًا من قلبي، لأنَّها طريقُ مشاعري التي تسطَّرُ على الورق من خلالِ حروفٍ تجتمعُ مشكِّلةً جملًا ونصوصًا.
 أتعلمين يا صغيرتي!
لقد كنتِ عوني لسنواتٍ كثيرة نجلسُ بها سويًّا كلَّ ليلةٍ، أُلقنكِ كلماتي التي أشعرُ بها وأنتِ تدوِّنينها بصدقٍ وأمانة، تلك الكلمات كانت تتعبني وتأخذُ من روحي شظايا متكسرة، ومن خلايا دماغي الشحنات الإيجابية منها والسلبية، لقد كنتِ بعد الانتهاء من الكتابة تخبريني عن تعبكِ وتشتكين من كثرةِ هذه الكلمات، حينها كنتُ ساذجًا لأنَّنِي أردُّ عليكِ بعبارتي النرجسية:
_إن تذمَّرتِ من حروفي، سأكتبُ بيسراي وأتخلَّى عنكِ.
آهٍ يا صغيرتي كم كنتُ ظالمًا لكِ، الآن أشعر بكِ، أفتقدكِ، وأفتقدُ كلماتي، بعد الفشل الذي حقَّقته عندما قرَّرتُ أن أدونَ حروفي في يدي الأخرى.
أتذكرين الليالي التي قضيتها بجانبكِ أندبُ حظي، وأشتكي لكِ عن قلَّةِ القرَّآء لما أكتبه؟
كنتُ أحصي لكِ عدد الخيبات، وأقدمُ لكِ براهين حزني، اليوم وبعد غيابي عن الكتابة بسببِ فقدانكِ، كلَّ يومٍ يطالبني أصدقائي بالكتابة، يقولون بأنَّهم مشتاقون لتلك الحروف التي هجرت ذاتَ يومٍ مضى، ربَّما مشاعرهم أشفقت على مشاعري بعد عجزي، أو أنَّ غيابكِ أنتِ من أيقظَ لهفتهم إلى حروفي، أنا اليوم محطمٌ، وعاجزٌ عن البوحِ على الورق، ذلك الورق الذي احتضنَ كلماتي وعانقها، أنا اليوم كقاربٍ فقد شراعه في وسط البحر تتلاعب به الأمواج، أرجوكِ أن تعودي للحياة مجدَّدًا.
هلا عدتِ يا صغيرتي؟
هلا عدتِ ولو ذهب الجميع!؟

إقرأ أيضا:أجمل ملصقات واتس اب حب وغرام أجمل ملصقات رومانسية للواتس اب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
شيء من الرقة/روان مصطفى أدريس(سوريا)خاطرة
التالي
فوائد كبد السمك للانسان

اترك تعليقاً