مقالات ونصوص متنوعة

هل سيتغير فكرتك، بقلم : دينا محمد المالطي، “نصوص نثرية”

هل ستُغيّر فكرتك عني إن علمت ؟ أنني طفلةٌ جداً ؟! وإني لستُ كما يبدو علي ؟ وإن الهدوء الظاهر في الصور ما هو إلا ظاهر ؟
 وأن الذين يعرفونني حقَّ المعرفةِ يُدركون أنني عكسُ ذلك تماماً ؟!
 وأنَّ دموعي قريبةٌ جداً . . وإنّي أُعاني من حساسيةٍ مُفرطة . . وإني أتعمد أحياناً نطق بعض الكلماتِ بشكلٍ خاطئ ؟! على سبيل المزاح ليس إلّا . . هل ستُغير فكرتك عني إن علمت إني إلى فترةٍ قريبةٍ كنتُ أنعتُ نفسي بالفاشلة ؟ وإني أُطور ذاتي من أجل نفسي أولاً . . ولأليق بك ثانياً . .
 وأنَّ خيالي واسعٌ جداً ، وأن هناك دوماً في مُخيّلتي من أُحادثه ؟ ولا أرى الأمر جنونياً أبداً . . بل إني أحياناً أبكي وأبكي . . إن جال بخيالي أمرٌ حزين ..
 وإني لم ألعب في الشارع يوماً ؟!
هل ستغير فكرتك عني ؟ إن علمت إني لا أرتدي كل ما هو على الموضة ، وإنني لا أرتدي إلا ما يليق بي وليذهب الجميع إلى الجحيم ..
وأنني دائمةُ التفكير في النهاياتِ عند أول خطوةٍ من البداية . . وإني أفطر أولاً . . ثم أغسل أسناني وليس العكس ..
 وأنني قبل أن أنام بثوانٍ أضع عطراً ! ولا أعلم سبب الأمر . . وإني أُحب الأقلام جداً جداً . . وإني أرتدي الجوارب دائماً في المنزل حتي في فصل الصيف لأن قدمي تكونُ باردة جداً . . وإني أحب التجربة جداً ما دامت النتائجُ لن تؤذي أحداً سواي . . وإني أخشى على الآخرِ دوماً ، وإني مزاجيةّ جداً . . وإني لم أحظَ طوال حياتي . . بأي عيد حُب . . ولم أتلقَّ هديةً من حبيب . .

إقرأ أيضا:عازِفُ الكَمنجة

وأنني لستُ قاسية ، لكن عقلي يفعل . . وإني لا أطيقُ صيغةَ الأمر أبداً . . وإني صرتُ أتردد كثيراً قبل أن أُحادث أحداً . . وإني أؤمن بصلة الروح أكثر من الدم . . . وأن عيني فضاحةٌ جداً . . وإني امرأة الهروب الأولى . . ولم يستطع أي رجلٍ إحكام قبضته علي ! وإني أثور فجأة . . وأهدأ فجأة . . وإنهم يرونني مجنونه ، وأراني منطقيةً ليسَ أكثر . .
 هل ستُغير فكرتك عني ؟ للأسوأ ؟ للأفضل ؟
هل هذا سيجعلك تقترب ؟ تبتعد ؟
إن علمتَ أنني طفلةٌ جداً ، بشريةٌ جداً . . ولستُ ملائكيةً أبداً .. وإنّي أُخطِئ . . وإنّي لستُ قدّيسة . . وإنّ لي عقلاً طاغٍ ..
هل ستتغيّر ؟!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فتى لم يكن بالقاع، بقلم: دانا أنور
التالي
ذاكرة ممزقة، بقلم: رهام قدري جمهور، فلسطين”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً