مقالات ونصوص متنوعة

معطف قلبي/بقلم:حنان عماد التميمي(الأردن)”نصوص نثرية”

لروحك السلام يا معطف القلب
آه يا أبتاه، لقد طال غيابك كثيرًا إلى الحد الذي جعلني عاجزةً تمامًا عن السير ، كعجوز خائرة القِوى لا حول لها ولا قوة، وها هو قلبي أصبح يتوارى في طيات صفحات الخريف حتى تساقط شيئًا فشيئًا من فرط الشوق.

لا زلت أنتظر عودتك، معلقة آمالا خيالية على حبال النور القادمة من ضريحك نحوي،
لا زلت أقف عند نافذة الغرفة؛ التي لطالما احتضنت كتبكَ الجميلة، وأنتظر قدومك بلهفة، كلهفة طائر أطلق الصياد عليه رصاصة أصابته وأفقدته جناحه فأصبح لا يطير . لهفته بأمل أن يعود له جناحه

كنت جناحي دائمًا، وها هي الذكريات تُجسّد الجناح الذي أستطيع على الأقلّ أن اتكيء عليه،
وما أصعب الانتظار يا أبي! وما أصعب انتظار المستحيل!

أبي، بطلي الأوحد، كيف حالك؟
أتذكر كل تلويحاتي الحُلوة لك؟ صارخةً بكل حيوية وفرح: لا تنسَ حلواي يا أبي،
اشتقت الأن لحضنك الدافئ ليضمني، ولحنانك السخيّ، ولمنديلك الذي تزيح به عن عيني كل ألم وحزن ودموع.

أتذكر في خيالات الذاكرة وماذا كنت تفعل عندما كنتُ أداعب غضبك،
كنت أنال عقوبتي التي أستحق، فأحتضن وسادتكَ وأبكي، كنت لا ألبث أن أجدكَ تنتشلني كقطعة سكّر وتودي بي في كوب الفضاء الأزرق، تحلّق بي في فضاء العطف؛فأطير فرحًا؛ لأنني اطفأتُ بذلك نار غضبك.
مذ رحلت وأنا ما عدتُ أنا، وضحكتي الصاخبة ما عادت تظهر، أشعر بأنني أسير نحو الهاوية بلا عقل، وسكرى الذاكرة.
سألني شخصً بمثل عمرك عندما لحقته معتقدة بأنه أنت، سألني بشفقة وخوف” ماذا أصاب عقلك؟”
سرحت قليلًا في السؤال، أين عقلي؟ أدفن بجانبك؟ عقلي يا سندَ القلب بات أسودًا داكنًا، استعمره الحزن، ولم تبق خلية واحدة فارغة!
أرجو الله أن يعيد لي روحي اليتيمة، يغرس فيها زهرة أمل، ويمنحها قيلولة سلامٍ دائم.
……………………
نياط قلبي يا أبي ليس بخير ، هل لك أن تزرني في أحلامي الليلة؟
لعلّ نجوم الحلم تغزل النياط فتنسج بساط صبري.

إقرأ أيضا:كيف نسلق البطاطس

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حُزن، بقلم:أحمد صالح المحمد”نصوص نثرية”
التالي
منبه صامت ، بقلم : أمل أبو الرشتة

اترك تعليقاً