مقالات ونصوص متنوعة

ليلة مروعة, بقلم : أماني شيخ إبراهيم “نص”

كانت ليلةً مروعةً من ليالي ديسمبر الباردة
الساعة بعد منتصف الليل إلا عشر دقائق
وفي لحظات ساكنةٍ يرن هاتفي بإصرارٍ على غير عادته ،كانت رناته متتالية مألوفة جداً على مسامعي ،نمتُ ليلتها باكراً كنتُ متعبة فكان ليلاً شتوياً بامتياز ..
في الخارج؛ يقرع  الرعد بكامل جبروته سكوني ،والرياح تعزف على نُعاسي غضبها ،مبشرةً بمجيء الطيب منهمراً.
مازال الهاتف يرن ..
من ياترى ! من يجرؤ على إيقاظ امرأة تهجر الأمطار نافذتها،تذبل الورود في مائها ..
أجيب برعونةٍ ..من معي ؟؟

فإذا بمتكلمٍ  ‘اشتقت لكِ’
رغم انصعاق السماء والأرض بجبروت الرعد، صرعت أذناي بتلك الكلمتين، خفق قلبي 
وتجمعت الكلمات كلها في حلقي ،لم أعد أجيد اللغة ..
التصقت شفتاي ببعضهما ،لم أستطع النطق
أرتجفُ جرحاً لا برداً أنزف شوقاً لا دماً
أنهيت المكالمة من دون الرد بأي كلمة ،فإذا برسالة تصلني بعد دقائق..
“اشتقت لكِ سامحيني..لنعد كما كُنّا “
تبّاً لكَ ولفردوسك ، فرغم كفرك لي صليّتُ لأجلنا فرضاً وسنّة
أياماً وأعواما فتكتَ بقلبي ،دمرته و تريد الرجوع!
أعائدٌ إليّ ياهذا ..
أتركوك في حفرة الخبث متسخاً ..
أأغرقوك في بحر العربدة وتريد الآن مينائي
تريد العودة إلى دياري ظنّاً بأن الدار بقيت على حالها !
لا ياقاتلي..لقد عمّ القفر بها
بعد تركك لي عاثوا بأرضي فسادا وخراباً
 فلتعلم..
 أنا اليوم لستُ امرأة تنهار ببضع كلماتٍ
لاعمتَ أهلاً ولا وطئتَ سهلاً
عشتُ في خذلانك ليالٍ طويلة ،سأبقى أنا لها وفيةٌ
وأحتفظ ببراءتي ولتكن الجَنّة نصيبٌ لك بعيداً عني وعن دياري

إقرأ أيضا:بقلم غيداء القرالة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أقتناء كلمة،بقلم :محاسن درويش’نصوص نثرية
التالي
خيبة لطيفة،بقلم:رغد رائد طلافحة

اترك تعليقاً