مقالات ونصوص متنوعة

كيف تعرف إنك تُحب أحدهم ؟, بقلم : ساره هاني دويكات “رسائل أدبية “

إليك أنت و حيثما كنت ، لم أكُن أنوي على حُبِك و لم يكن في الحُسبانِ يوماً ، إنني سأشرح عن متى علمتُ إنني أحبك ، فلتتمعّن و لتقرأ بتركيز ، حدّقتُ بصورتِكَ الإلكترونية لساعات ، بقلبٍ مُتلهف و عينان لامِعتان فقد حفظتُ لون طلاء الحائط الذي خلفُك و عدد الثقوبِ به ، عندما أرى أن جميع الأوجه متشابهة و كُلّ الملامحِ مألوفة ، إلا أنني أحفظُ تراسيم وجهك و عددُ مساماتِ جِلدك و كيف تتشكّل عروق يديك و تظهر بارزة ، و عندما أتمنى أن أُتقن فنُ الرّسمِ لتكن رسمتي الأولى و الأخيرة مُقلتيك ، أن أتخذُكَ مصدراً للأمان بينما أفقده برفقةِ الجميع ، أن تتجمد أناملي عندما أُحادِثك ، و تُصاب أطرافَ جسدي بقشعريرةٌ عند النظر إليك في كل مرة و كأنها الأولى ، أن أبني لك منزلاً في فؤادي و تربطُني بكَ علاقةٍ روحية فكلما أصابك أذى شعرتُ بوخزٍ في قلبي ، أن أُفضِلك على نفسي و أجعلُ مُقدّمة اهتماماتي الوتيرة التي تسير عليها حياتُك ، أن أحبك كما أنت وان كنت الأسوء ، أن انام و أستقيظ و أنت أول من في البال ، أن أُصلي تقرباً لله أولاً و من ثم أدعوه ان أعيشَ بجانبك دهراً ، أن أترفعُ بك عن المعاصي ، و أتذكُرك سهواً أثناء ساعات يومي و أبتسم ابتسامةُ الرضى عن كلِّ شأنٍ في حياتي ، ان تكون جهاز مناعتي عن إستقبال اي مشاعرٍ لرجلٍ آخر ، أن يتخبط قلبي يميناً و شمالاً في أنحاء قفصي الصدريِّ عندما تهمس “بأُي كلمة جميله” ، أن تتحكم بمزاجيتي ، فبكلمةٍ منك أُحلق في السماء و بإخرى أرتطم بأسفل الارض ، و ان أُحيك أكثر من حيلةٍ لنتحدث أثناء لحظاتِ العِراك و الغضب ، ان أغفر لك دائماً ، ان أصبح أُمّاً عندما تمرض ، ان أتهيأ انا و قلبي لأي كارثة عدا كارثةُ فُراقِك ، ان تُرفرف الفراشاتُ داخلي عند الجلوسِ بحوزتك ، ان أخلع أي ثوبٍ مزيفٍ أرتديه أمام العالم و آتي إليك مجرّدة من اي قناع ، ان أكون كما انا بسيئاتي قبل محاسني ، ان أحبك دون أي هدف أن تكون العنوانِ لكل ما أكتبه ، ان أهتم و أكترث لك بينما انا أُهمل أمور حياتي غالباً ، ان أتشوق للنوم لتكُن سيد أحلامي ، و البطلُ في خيالاتي ، ان أرتبِك و أذكر طيفك قبل الإجابة على سؤالٍ كهذا ، ان يُكتب هذا النصُّ باحساسي لا بقلمي فقط .

إقرأ أيضا:أثر اللا أثر ، بقلم : هدية الله سامر حَمَر



Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ماذا لو، بقلم المبدع: هادي عجم/ سوريا ” نصوص نثرية”
التالي
نهاية عالم مؤقت، بقلم : حنان وجيه الشريده، “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً