مُنية نفسي، ومحلّ أنسي..
أما قبل، فإن طيفكَ اللطيف يؤنس وحشتي، ويبدد خوفي من الليل المُدلهم المُسود، يمسح بـرفق على غديرتيّ المتساقطتين على كتفي، تارة يغني لي حتى أنام، وتارة نظل نتحدث حتى أنام، أو حتى أحس أن موعد نومك قد حان، فأسارع بغلق الأحاديث التي لو تركناها تجري في مجراها لما نضبت أبدًا..
أما بعد..
أسير في الطريق، وأتخيلك برفقتي نتحدث سويا عن أي شيءٍ، وكل شيءٍ، ننسج حكايا للسائرين، يبدو أن هذا يبكي لأن حبيبته قد خذلته، فـتُجيبني غاضبًا “لا، لا أعتقد أن الأمر كذلك، لم تلقون دومًا باللوم علينا -نحن الرجال- تعتقدون أن الخذلان لا يأتي إلا منا، لم لا يكون قد فقد حبيبته في حادث سيارة، أو أنها قد ماتت بمرض ما وهو الآن يبكي حزنا على فقدانها!”
فأضحك لـقدرتي على ابتزازك في أقل من ثانية، لكني أيضا قادرة على ترويض الوحش الذي بداخلكَ وتحويله إلى كائن لطيف بِـنظرة واحدة أو قبلة حانية أطبعها على أذنك بكلمة “أحبك”.
Comments
0 comments