أمّـا قبلُ:
إنّي -ولا أخفي عليك سرًا- لا أجد مُتسعًا لكلامي، حارت حروفي وخارت قوى صفحاتي، لم أسعَ ولن أحاولَ أبدًا للفتِ نظرَك الأعمى هذا؛ فمَن مثلي غالٍ، أشلاءُ الأبجدية تحاول وصفَ الحنين لطيفك.
أمّـا بعدُ:
أود إبلاغك بتميُّزي عنهن، أفرُّ هاربة عن بصرك على عكس هؤلاء الحمقاوات اللواتي يحاولن إيقاعكَ بشباكهنّ كفريسةٍ حمقاء كذلك، أشعر كأنّني وردةٌ برقة الربيع أخشى عليها الرياحَ، هادئةٌ، ذكيةٌ؛ فليس كل هذا تعجرف بذاتي وإنما إيمانًا بعُلوّ قدري، لا يشغلني احتضانك كباقي المراهقات أو حتى السيرَ على الطرقات والأرصفة كالمتسولين ليلًا، كل هذه سخافات، مُرادي أن نبني عُشًـا كأعشاش الطير المكنونة، أُخفينا وصغارَنا عن الجميع، على الرغم من صغر سنوات عمري إلا أنني أصبحتُ ناضجة؛ لأميّز بين الهُراءات والحياة المُعاشة، دعكَ من كلِّ هذا وأقبل؛ لأنّي لن أقبلَ عليكَ حتى وإن كلفني هذا فقدَك، أيقنتُ أنني غالية والغالي يُسار إليه عزيزي.”?
Comments
0 comments