مقالات ونصوص متنوعة

في نهاية المطاف، بقلم : أمونا موفق علي ” نصوص نثرية ”

فِي نِهَايةِ المَطَاف .. يُدْرِك المَرْءُ أَنّه
كَانَ العَدُوُّ الأَشْرسَ الذِي يُحَارِب بِه
 نَفْسَهْ مُعتقدًا بِأنَّه خَصْمٌ ضَعِيفٌ
يَخْرُجُ مِنَ الحَلَبةِ خاسرًا عَلَى الدَّوامِ
الإنْسانُ وَحْشٌ ..
الإِنْسانُ عَدُوٌّ ..
الإِنْسانُ ضَبْعٌ شَرِسٌ.. جَائِعُ الانْتِشاء
أنْ يَتعَلّقَ الأَمْرُ بِقِواه
وَعَليْهِ يَتُم احْتِساب النَّتِيجَة
فِي أنّه يُخَوِّل نَفْسَه عَلى وَجهِ التَّمام
بِإِعْطَاءِ الحَقِّ فِي الحُكْمِ عَلَيْها
معتقداً بِعَدمِ حَاجَتِه إِلى اللُّجُوءِ
لِرَأيّ الحَاكِم الأَكْبَر .. رَادِع الشَّهوات
بِوزَارة دُوقِه اللّعين لِصّ الأَحلام
وابْتِسامَات الفَتَيات العَذْراوات
فِي نِهَايَة المَطَاف .. يُدْرِك المَرءُ بِأنَّه
قَدْ كَانَ يَحْذُو الحَياةَ عاريًا
بِلا أَثوابٍ ولاَ أحذِيةٍ
أَشْعثُ الحَاجاتِ ومُغبَرّ السُّلوك
خُلِق لأَجل مَهمّةٍ ضرورِيّة هُناك
وَهِي أن يَقومَ بِتَزويقِ اللَّوحاتْ
وَضَبْطِ حَركَةِ مَا صَرَخَ فيهَا
مِنْ أَبْهى الأَلوان والإِيماءَاتْ
فِي نِهَايةِ المَطَافِ .. يَبْكِي وَيَتَألَّم
لِيصبِحَ أزرقًا كزُرقَةِ اللَّيل قبْل الَعتمَة
متحسرًا عَلى إِصَابَتِه بِعَمَى الأَلْوَان
الذِي سَبق وأنْ زَهدَ يَوماً بِه
 وَحَاوَل جَاهِداً التّخَلُّص مِنه
!!!!
نَعَم!
فِي نِهَايَةِ المَطَافِ
يَطُوفُ الإِنْسَانُ فِي بَحْرٍ مِنَ النَّدَمِ
وَيَسخَر مِنْ نَفْسِه قَائِلاً:
أَنَا وَمِنْ بَعْديَ الطَّوَفَان
لِتَتَحقَّق مَقُولَتُه فِعلاً
وَلَكِن .. بَعْدَ أَنْ يَتَعلَّم أَنَّ السِّبَاحَةَ
لَيْسَتْ فَقَط بِقَارِبٍ رَثٍّ أًو سُتْرَة نَجَاةٍ
أَو لِكَونِها عَلَى المِيَاه!
سَيُصبِح أَمهَر الغطّاسين الأكثَر عُرضَة
للانْهِيار حِينَ يُتقِن السِّبَاحَة عَلَى الطَّيف
وَلَيْسَ إِلاّ!

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خَيبةُ حَبيب، بقلم : إيمان هاني محمود/فلسطين” نصوص نثرية”
التالي
راشيتّة حياة، بقلم: هديل ناصر مزهر/سوريا”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً