مقالات ونصوص متنوعة

خريف تلو الآخر, بقلم : عبدالله مفلح الكوتلي “نص”

في يوم بارد من شهر فبراير خرجتُ امشي الهويني في شوارع الحمراء.. كانت السماء مغطاه بالغيوم وكأنها تستعد لحفلة الغناء للثلج.. عند مفترق الطرق القريب من بيتي صادفتها كانت تحمل كتبًا للثانوية العامة..إقترب منها شيء فشيء..حتى رأيت ملامحها اللذيدة.. لها وجه مستدير كأنه البدر ليلة التمام وعينان كعينان أمي حين تفرح بالعيد ليست بالطويلة ولا القصيرة.. أصابعها قطفت من حقول قصب السكر وخطواتها ثابتة كفنان صعد إلى خشبة المسرح كانت ترتدي ثوبًا أخضر..تمامًا كعينها حاولت التحدث معها ولكن حروف الأبجدية تطايرت من حلقي.. تسمرت مكاني كأني شجرة سنديان هاربةٌ من الغابة.. ذهبتُ بعدها مسرعاً إلى جدتي..وأنا اتصفد عرقاً.. وأخبرتها بما جرى.. أعطتني طست مملوء بماء زمزم وقالت بسم الله على قلبك..وطافت بي سبع أشواط.. وقالت لا تخف إنها لذعة الحب من النظرة الأولى يا ولدي.. ومن يومها وأنا شجرة سنديان يأتها الخريف كل عام وما ربيع يأتي.. أخبريني متى سينتهي الخريف



Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رسالة إعتذار محملة بالكبرياء, بقلم : حياة ماهر سليم غنمة “نص”
التالي
عصفور الحب, بقلم : مصعب عطى كساسبه”رسائل أدبية “

اترك تعليقاً