مقالات ونصوص متنوعة

توسكا ، بقلم : نيفين ياسين محمود القضاه

الشَّارع الغربيِّ منْ كنيسه القيامة وُلدَتْ فتاة على الفطره ولبست الصليب في الغْرفَة الحامسَة من مستشفى الخليل الدولي وتباركت في الكنيسة.
كَبُرَتْ ذاتَ الشكلةِ الحمراء والخدود المورده وبشره الصفاء كلحليب والعيون التي كأنها حبة لوز في أعماق فلسطين وشعر الفرس الأصيل،جاردينيا بلغت التاسعه من عمرها أصبحت فتاة جميله تخجل من الخيال.
الحفل الموسيقي الذي أقيم في المدرسة عزفت جاردينيا مقطوعة تحمل في طياتها الانين والحنين للبلاد.
أعجب ذلك الشاب الوسيم الذي يجلس في أخر مقعد بذلك العزف الذي تغلغل أعماق قلبه المهزوم، بعد الانتهاء من الحفل قام بلمسير خلفها وايقن فيما بعد أنها تسكن بالشارع الغربي من منزله، أصبح يراقٌ بها كلِّ يوماً.
ذلك الطفل الملقن بشهادة دهش عندما رأى جاردينيا كل يوم للكنيسة، وأصبح عنوان حياتة لا بأس ساكمل بحبها من خلف الجدران.
بعد مرور سنوات من العذاب الخفي، علمت من نصفها الثاني صديقتها يافا، وبدأت ترددت كيف يمكن ان يحصل ذلك؟ وانا من غير دينه! الهمني القوة يارب كيف له أن يخفي حبه لا بل الغذاب مدة سبع سنين.
كانون الثاني قبوراً نائمه شوارع خاليه قلوب حزينه وحسراتٌ كبيرة بيوتاً ومدنً مهدمه وأناس مشرده وأطفال عراه، نافذة ومن خلفها يشعر بالحزن واليأس والفقدان نعم انه (ادم)
نافذه أخرى اصيبت بالحيرة تناشد ربها.
بدأ تساقط الثلج الأبيض وبعد ما كسا المدينة ذهب أدم الى نافذه الحيره وكتب بحسره احبك جاردينيا وكانت تحمل مشاعر الحب الصادق، وعندما استيقظت جاردينيا من نومها ورأت ذلك تذكرت ذلك المكان الذي يجلس فيه أدم عندما يشعر بالضيق، ذهبت لرؤيته لكن أدم ودع ذلك المكان وهو قبر والده.
بكت جاردينيا بكاً شديداً وبعد مضي مده من الوقت عادت إلى البيت ولفت نظرها العم سليمان واذا به يقفل بيت أدم للأبد، وسائلة لماذا يا عماه أجابها وبحزن ذهب ذلك الشاب إلى الأبد،بعيداً عن الحسره والحزن هاجر الضفة الغربية بأمر من دولتها وسيعيش حياة النضال البعيد.
أدم الذي يبلغ من العمر الآن اثنان وعشرون عاماً، درس الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى، واستقر في الأردن وعمل على بيتاً لتعليم العزف ضاناً بأن جارديننيا سوف تأتي يوما ما.
آدم الذي تشتت عائلة بسبب الحرب لا يعلم اي خبر عنهم ويناجي ربه في كل شروق جديد أن يجتمع بهم من جديد.
الخامسه عشر من مارس….
ذهبت جاردينيا إلى الكنيسه و أودعت كل مبادئ دينها ودخلت ديناً جديداً يحمل كل معاني الإسلام، وبعدها ذهبت إلى الشيخ علي اخر شيوخ القدس القديمة واعلمها الإسلام بكل تفاصيله و أودع معها أمانه إلى آدم.
ستة حزيران عام الف وتسعة مائه وخمسة وتسعون ميلادي من وقتها لبست حجابها وأدخلت عائلتها معها، التيَّ في بادئ الأمر عارضت كثيراً.
بدأت في البحث عن عائلة آدم بعد سماعها أنهم يقطنون إحدى الضياع في حيفاء وذهبت الايام وانتهت سنه الف وتسعمئة وخمس وتسعون وبدأت سنة جديدة كانت مميزه بوجود العم سليمان الذي أخبرها أين توجد عائلة آدم وبعد مضي أيام ذهب إلى بساتين حيفاء وطرقت الباب كان بيتهم من الحجر و وجدتهم عائلة كدهم الدهر وملامح الحزن تطفي ابتسامتهم، أخبرتهم في القصه منذ أن كانت في التاسعة من عمرها إلى وقتهم هذه. قررت جاردينيا أخذهم إلى المدينة لاكنهم رفضوا بقولهم لك يتبقى لنا شي هناك، قالت بلا يوجد الكثير والكثير وسوف يسهل علينا إيجاد آدم فلذه كبدك يا أمي، وفي الصباح الباكر فتح العم سليمان البيت من جديد ودخلت خيوط الشمس ذلك البيت اليائس وبعد ترتيب البيت تناول طعام العشاء قامت جاردينيا بتشغيل جهاز التلفاز ومن محطة إلى محطة إلى أن أتى إعلان عن إفتتاح معهد موسيقى يحمل إسمها، تذكرت عزفها في المدرسة وبعد الإعلان أغلق التلفاز ولم ترى آدم وهو يروي قصتة، بعد يوماً ذهب إلى المقهى في آخر الزقاق الذهبيه مع يافا وبعد ما قام النادل بتشغيل الراديو سمعت كلام آدم وكان الزمن توقف في هذه اللحظة يخلط من الحب والوجع والقرب والبعد والشوق والحسره، تغيرات أحوالها وقررت أن تسافر هي وعائلة آدم إلى الأردن للاجتماع في آدم.
السابعة من نوفمبر افتتح حيث أقيم آدم حفلاً كبيراً وكان من ضمن الحضور عائلة آدم وجاردينيا يجلسون خلف الستار، عزف آدم المقطوعه التي عزفتها ذات الشكله الحمراء وهي في التاسعه من عمرها وفي أثناء العزف صعدت أمه للمسرح وبدأت في البكاء قام آدم إلى حضن أمه وقبلها والفرحه التى رسمت على وجهة انست ألمه الذي عاشه منذ الطفولة وحمد ربه بصوت عالِ وفي أثناء هذه كانت جاردينيا تكمل العزف و آدم ينظر إليها بصدمة جارحه، غادر الحفل الحضور بعد سماع القصه وبعد أيام عاد الجميع إلى القدس وتزوج آدم جاردينيا في بلدة القدس القديمه بين المسجد وكنيسة القيامة.

إقرأ أيضا:دعاء صلاة الفجر 12 دعاء عظيم تبدأ به يومك

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
طريقة عمل بروستد الدجاج
التالي
سدّس سلاحك ، بقلم : نادين نضال أبو سيف

اترك تعليقاً