مقالات ونصوص متنوعة

تحت أجنحة الشوق، بقلم : هيا محمد ياسر خطيب، “نصوص نثرية”

لقد أخبروني لكنّي لمْ أصدق
قالوا لي أن للشوقِ نار تكوي الفؤادِ إذا ما تمكنتْ منه،
لقد استهزئتُ حينها ما معنى كلَّ هذا الشوق ما الأشياءُ التي سأشتاقُ لها وأنا قدْ مللتُ من كل شيء حولي أشياءٌ أراها كل يوم
على مدار أعوامٍ طويلة
لكن عندما باعدتْ المسافاتُ بيننا عرفت، عرفت أننا نغادرُ الأمكان لكنها لا تغادرنا
عرفتُ أنَّ لكلِ مكان بصمته الخاصة التي لايملكها مكانٌ أخر،
  لكلِ مكان هواءٌ مختلف
 و ماءٌ مختلف و ترابٌ مختلف وأناسَ مختلفون شوارعُ وحوانيتُ مختلفة عرفتُ أن ذاكرتنا لا تخون ما حفظته وأنها منبع الشوق بكل ماتحمله من ذكريات، تمنيت قبلَ أن أغادر مكاني لو أني تنفستُ كل ذاك الهواء ياليتني حملتُ معي حفنت من ذاك التراب ياليتني نظرت لذاك المكان بملئ أجفاني ياليتني حفظتُ كل تفاصيل الجدران و الأحجار ياليتني بدلَ أن أحمل ثيابي حملت صوت العصافير وبعض الياسمين وضحكات أصدقائي ليتني حملت كلمات الجدات ودعوات الأمهات ولطافة الأطفال ليتني ملئتُ قلبي من حب الأهل والجيران ليتني قبل أن أغادر نظرت للوراء آلاف المرات……

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خيبتي الثانية,بقلم : ملاك مفتاح حواس “خاطرة”
التالي
فجوة خانقة” بقلم المبدعة : مها حسين بدوي/سوريا ” نصوص نثرية”

اترك تعليقاً