فجوة خانقة” بقلم المبدعة : مها حسين بدوي/سوريا ” نصوص نثرية”

شقي كعادتكَ لا يخفى عليكَ شيء، بدون سابق إنذار تقتحم البال وتربكني دون أن ترحمني رأسي يغلي من الصدمة أخرجتني من قوقعة النسيان تلكَ القوقعة التي طالما تخفيت بها بعيداً عنكَ ولكن حقاً أشتاقك تمر على ذاكرتي بهيئة قبلة جريئة سرقها عاشق من وجنتي محبوبته، ك شخص مشتاق عانق غائب عنه حتى ثمل به، ك أغنية للوسوف تطربني…
عفوي أنتَ لدرجة غير معقولة، ك أول زخة مطر بأيلول منعشة محببة لقلبي غير متوقعة، تحييني برشفة ماء بعد أن كنت على وشك الذبول، تحدثني وكأننا ما لبثنا بالفراق يوماً…
تضحكني بكلماتك تلك القهقهات التي تنبع من ركام الألم، وأعلم مسبقاً أن كل حرف تكتبه بقلبك قبل يديك ليعود مزاجي بغضون ثوان معدودة لعهده الجميل ومملكتك؛ أهوى الصمت بحضرتك لأنكَ تجد ألف طريقة لتضحك عيناي، ولصوتك تأثير مخدر، أفك شيفرات أسئلتك اللامتناهية وأعرف خفاياها من بين أحاديثك وكل تنهيدة تنطق بها شفاهكَ، لن يكفي عمري لأخبرك أني مانسيتكَ يوماً ولن أنساك من مثلكَ لا يحق للنسيان نسيانه ياعزيز قلبي لك مني أضعاف شوقكَ…
كاظم أنقذني وعبر عنك بطريقة غير مقصودة بأغنيته…
“كل شيء لعيونك يهون”