مقالات ونصوص متنوعة

أُصبتُ بالنوستالجيا ، بقلم : ربى حبيب محمد

أُصبت بالنوستالجيا
عبثًا احاولُ ترك ذكرياتي والمُضِيَّ قُدمًا، حتى إِلهاءَ نفسي عنها لم يُجدي نفعًا، كلُ شيءٍ يجذِبُني نحو الماضي، المُوسيقى، الكتب، الروائح، بعض العبارات التي تستوقفني عند قراءة كتاب، آيةٌ قرآنيةٌ تربطُني بشيءٍ ما، ننجَذِبُ للتفاصيل كثيرًا إلى حد الإرهاق .
اقترنت ذكرياتُنا وماضينا بأشخاصٍ تعلقنا بهم سواء أأصدقاء أم أهل كانوا.
 فعندما وقفُت علی أعتابِ أماكنَ مررت بها فرأيت فيها ملامحَ أصدقائي ، وسمعتُ صدى ضحَكاتِنا وهمسَ مودتِنا ، فتشتُ عن تعابيرِ برائتِنا ، فبدأتُ بتذكر أدقِ التفاصيل فلم انسى أن هذا المَقعد تشاركته مع صديقي ولا جلوسي على قارعةِ الطريق برفقتِه ، هنا حين مَررنا فخَطَطْنا بأقلامِنا اسمائنا علی الجدار ، هنا حينَ بكى أحدُنا فهامَ الآخر ليواسيه و يخبره أن كل شيءٍ بخير ، هنا حينما تشاجرنا ، ركضنا ، تشاركنا الطعام ، بكينا، بنينا مع بعضِنا الكثير، واجهنا الصعاب، قاومنا …
تمر الأحداثُ أمامَك وكأنها حدثَت بالأمس تبتسمُ بمرارةٍ وتردد : ليتنا لم نكبر!
 ليتنا بقينا كما في السابقِ لم تفرقنا الاهتمامات ولم تدرْ بنا الأيام حتى أُصبنا بفُقر اللُقى ليتنا نعود يومًا فقط يومًا !
وهناك حينَ استوقَفتني رائحةُ الخبزِ في أحدِ أيامِ الشتاءِ الباردةِ، كم اعادتني إلى الوراءِ ! فيمرُ أمامي عندما كانت تخبزُ لنا أُمي
لا أنسى كيف كانت تُقلبُها مَيمنةً ومَيسرةً ثُمَّ تدُبُ بها على التنور فيبدأ بالنضوجِ رويدًا رويدًا حتى تفوح منه تلك الرائحةُ الزكية فتجتمعُ العائلة بضحكاتِها و جمالِ روابطِها الرَّوحانية ….
ومجددًا تمرُ أمامك وكأنها حدثت بالأمس وتبتسم بمرارةٍ وتُردد: ليتنا لم نَكبُر!
 أدركت نفسي الآن أنا بخير لكنِّي مُصاب بالنوستالجيا، فلا تَكُفُ ذاكرتي عن الحنينِ لتفاصيلِ الماضي
 رُغم إرهاقِها ألا أنها تُشعرني بالدفء.
الأرد

إقرأ أيضا:سلام يا اخي، بقلم: عائشة حافظ المريمي’ نص نثري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
دراسة ، بقلم : سالمة هويدي اعنيزة
التالي
جميلتي ، بقلم : سليمان ميثم خطيب

اترك تعليقاً