مقالات ونصوص متنوعة

أتُفرَج؟ , بقلم : رَهَف مجدي جديتاوي “نص “

في صباحٍ كسائر الصباحات، حدّثتني نفسي وراوغت ..
تساءلتْ وأكثرَتْ، أجبتها فما اقتنعتْ، وما استكانت وتمرّدت .. أهمّ بطرد أفكارها من بالي، لكنّ طغيانها تعاظم وتفاقم، نما وربا، غَزُرَ وزَخَرَ ..
فما استطعتُ الاحتماء من هول قوّتها، وما استطعت الاستتار من عِظَمِ سطوتها ..
وكان ذلك قبل اللحظة التي أنقذني بها اللّٰه اللحظة الحاسمة، التي أزهقت بطشَ نفسي، وبدّدت أحكامها ..
تلك اللحظة عندما وَعت أذنيّ بعضًا من آيات كتاب اللّٰه، آياتٌ هزّت كياني وأطفأت ألسنة اللهب في جوفي، أشبعت ظمأ روحي، وهَدَت كيدَ نفسي، ردّت شرّ شيطاني، وأراحت قلبي المُنهَك ..
إنّ أمرنا كلّه بيد اللّٰه، وعلى اللّٰه فليتوكّل المؤمنون ..
إنّ مسّنا ضرٌ فلا كاشفَ له غيره، وإن مسّنا خيرٌ فإنّه بقدرته ..
إنّ بعد العُسر يسرٌ، إنّ نصر اللّٰهِ قريب .. إنّ قَدَر اللّٰه خيرٌ، إنّ اللّٰه سميعٌ مجيب ..
إنّها بإذن اللهِ تُفرج، برحمة اللّٰه تهون .. بقُدرة اللّٰه تُحقق، إذ يقول كُن فيكون ..

إنّ في قُرب الرّوح من اللّٰه؛ علاجٌ لأسقامها وإلتئام لجراحها، وفي بُعدها تعبٌ هلاك، ضياعٌ عجزٌ مرضٌ شتات ..
سامحني يا اللّٰه، واغفر لنفسي زلّاتها وهفواتها ..
فإنّها قد راودتني بأنْ أترك الميدان للسَواد فيتوشّحها، وأسلّم لليأس زمام أمرها فيُعييها، لكنّ كلامَ اللّٰه طيّب الأوجاع وداوى الفؤاد ..
فاللهمّ سلّم وارحم، اللهمّ اغفر، وتجاوز عمّا تعلم ..
أمّا نفسي فبكرم اللّٰه يسودُها الصّلاح، وبين يديّ اللّٰه تجد الفلاح .. وأمّا الغمّ فباتَ بعيدًا، وأمّا الفرج فأضحى قريبًا ..
إنّ فيها خيرًا، وإنّها بإذن الله تُفرج..

رَ ه‍َ فْ .

إقرأ أيضا:هل العسل يزيد الوزن

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
منزلي الهادئ، بقلم: إيمان محمد زكي، “نصوص نثرية”
التالي
امي منقذتي،بقلم :آية شاهر الرشايدة

اترك تعليقاً