مقالات ونصوص متنوعة

مثلبةُ مُنتصفٍ، بقلم : سيرين جمال الرواشدة ” نصوص نثرية ”

مَثلَبَةُ مُنتَصفٍ
أُدرِكُ جيّدًامَعنَى أَن تُحاوِلَ جَاهِدًا لِتفقُّدِ مَن حَولك وَجهًا وَجهًا،رُبَّما تُعانِي رُهابَ الوَحدةِ،أَن يَترُكَكَ أَحدُهم بِلا سَابقِ تَنبِيه،أَن يُخدِّرَكَ أَحدُهم بِكلامٍ وَدُودٍ مُحاطٍ بِالسُّمومِ،أَن تَبقَى لِسنَواتٍ تَحتَ أَسقُفٍ رَدِيئةٍ وَجُدرانٍ اسفنجيَّةٍ يَتخَللُها التَّعسُّفُ،تُسابِق الأَحدَاث وَتُنزِلُك رِيحُ الخَيباتِ لأَسفل السَّافلِين وَتعاودُ الكرَّةَ،نسَّاي مَا جَرَى.
ريُّ أرضِكَ بِالكَادِ يكُونُ نُشوبُ حَريق،آلافُ المُفرداتِ الّتِي قِيلت،فِي قامُوسِكَ اختُزِنت.
أَنتَ عِبء،أنا أَعتذرُ لهذا المُصطَلحِ،لَكِن أَنتَ كَذلِك،لَا تَجِد المَنفسَ حتَّى وأَنتَ بَين أَذرِعَةِ الأَقربُونَ،مُمارساتُكَ فِي شَرِيعتِهم محرَّمة،يَنطبِقُ عليكَ مَا لا يَنطبِقُ عَلى غيرِكَ،أَنتَ مَنبُوذٌ فِي وَسطٍ تَأَجَّجَ بِمثاليَّةٍ مُصطَنعةٍ.
نحنُ عَلى مَا فصَّلَهُ الغَيرُ عِشنَا،ترَعرَعنا عَلَى ذُنوبٍ لَم نرتَكبْهَا،المَهرَبُ هُوَ أَن تَشيحَ بِوجهِكَ عَن هَبوبِ النَّسيمِ وَتَرضَخ لِريحِ قَذارتِهم،انسَ وَخالِط الزَّيفَ فِي حَضرَتِهم وَارضَ بِتعاوُنٍ مَربَحُه صِيتُ الحُبِّ،الرَّاحةِ،وَالحِرصِ،للتَّذكِيرِ فَقط أنَّهُ لَا وُجود لأيٍّ مِنها.
يَنتهِي بِكَ المَطافُ عِندَ سَاعاتِ الليلِ المُمتدَّةِ لبُزوغِ فَجرِ اعتِقالِ الأَفكارِ،تَتأَرجحُ بَينَ زَحمةِ ذرَّات أَملٍ لَا قُدوم لَه أَم بَينَ صَفَعاتِ تَاريخ وُجودِكَ أَم بَين مَن رَماكَ القدرُ بَينَهُم.
أَيُنسَى الأَلمُ ويُغفَرُ الذَّنبُ وَيُخمدُ التَّفكيرُ وَكيفَ للرَّاحةِ أَن تكونَ بعدَ سِنينٍ عِجَاف.
أَيستَريحُ المُنهكونَ وَيَبلَجُ الفرجُ يَومًاوتضحَكُ لَهم حيَاةٌ خُبِّئت لَهُم.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أضرار الميكرويف على الأغذية
التالي
إحياءُ روح، بقلم: أحمد الخطيب، “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً