مقالات ونصوص متنوعة

طيف راحل، بقلم : وعد كامل إبراهيم الجاسم / سوريا ” نصوص نثرية”

جميعُ صباحاتي رمادية، ما بالك بذلك الصباح الخاوي منكِ، ما هو إلا خُدعة لِتلك العَضلة المُتربعة أيسر صَدري.
الصباح الحقيقي يا عزيزتي يبدأ عندما تنسدلُ الشمس فَوق عينيكِ الجميلتين فتكّشرين بهما ليصبحا أجمل، للحظات يتسارع نبض قلبي المحظوظ بكِ
تبتسمين لصوت العصفور الذي يجلس بالقرب من نافذة غرفتكِ ينتظر منكِ لَمسة حنونة، تفتحين النافذة ببطئ وتداعبين جناحيه بيديكِ الناعمتين كَريشه، يرفرف بجناحيه وتُرّدُ له الرُوح ..
ويحلق في سمائه الزرقاء التي أخذت لونها من عينيكِ، تمشين خطوة بخطوة تنظرين لنفسكِ في المرآة وتبتسمين ابتسامةً خفيفة تكاد بأن تُصيب قلبي بالجنون..
على يمينكِ تجلس المُسجّلة تَهمس لكِ هيّا إلى فيروز كي يكتمل الصباح
تبدأ فيروز بأغنيتها القريبة إلى روحكِ
شايف البحر شو كبير، كبر البحر بحبك
لو تعلم فيروزنا بإن حُبّك يحتاج لِبحرين يا عزيزتي ..
تأتين نَحوي وأنا جالسٌ على الكرسي أبحث عن قافية لأخطّك بها وتليق بكِ
ليست كل القوافي تليق بالأميرات يا أميرتي الصغيرة .
تضعين يديكِ على كتفي وتقومين بتدليكه قليلاً وتخبرينني بمداعبة وَغنج بصوتك الطفولي
– لمن تكتب أخبرني؟!
أسحبك من يديكِ نَحوي فينسدل شعرك نحو وجهي، يُعانق لحيتي، عندها تقوم الحرب التي أسميها
“الحرب العاشقة”
جنود شَعرك مع جنود لحيتي، تضحكين من أعماقكِ عمّا حصل وكل البراءة تجتمع بكِ!
الآن أنا المنتصرة أليس كذلك!
قلبكَ أصبح مملكة لي، ثم إن ملكةَ العرش تأمرك بتحضير القهوة .
وأنتِ لا تعلمين بأن القهوة تنتظركِ بفارغ صبرها كي تتذوق طَعم شفتيكِ ..
حينها أقوم بإمساك يديكِ الناعمتين لأضعك أمامي، ما إن أرى جزءاً منكِ على طرفي ليبدأ طيفكِ بالتصاعد فأحاول الإمساك به
يبدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً ككل مرّة
تصمت حينها فيروز برهةً ليعود صوتها مُقبلاً على أذانِ أرواحنا قائلةً
كيفك أنت ملّا أنت. .
حقّاً كيف أنا من دونك!
واللهِ إني لستُ بخير، لكنّ عزائي الوحيد هو عِلمي بأنك سعيدة جداً عند خالق الكون
لقد أودعتكِ عنده، وإن الله بقلوب العاشقين عَليمٌ رَحيم
تعالي لمرّة واحدة تعالي واروي ظمأ عطشي، اقرأي المعوذات على قلبي علّهُ يهدأ، عانقي أحلامي خلسةً من القدر الذي لم يجمعنا بثنايا حكاياته، تشبثي بزوايا ذاكرتي، تاللهُ أخافُ حقاً نسيانكِ.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عظمة نفس ، بقلم: رحمة هاني خطاطبة
التالي
الغرفة 312، بقلم: أية العتّال، “نصوص نثريّة”

اترك تعليقاً