مقالات ونصوص متنوعة

رماد الحب؛بقلم:رهام قدري ابراهيم جمهور

هممت بالاستيقاظ مبكرا..وما زلت تحاول طرد شبحي من مخيلتك..لأنك تعلم كم سببت لي من الآه في قلبي التعب..منذ مدة وأنت تبحث عن رداء جميل يليق ب يوم زفافك..تود من اخترتها أن تكون الأجمل والأبهى..متناسية أنها س تعيش مع شخص يعيش في قفص من الذهب داخل قلب فتاة أخرى..اتصل الأهل على المأذون وأصروا عليه بالقدوم بسرعة كبيرة وخلال ثواني دق الباب (مرحبا أنا هو المأذون اسمحوا لي بالدخول)..البهجة تعلو وجه وقلب الجميع باستثناء شخص واحد يجلس ب الزاوية والدموع تتنازع في داخله وقلبه يصارع لا يريد سوى فتاته..وقع شجار بين ما يقوله قلبه وبين ما يقوله عقله (لكنه بالنهاية نظر ب شفقة للفتاة قريبته التي ترتدي فستانا مطرز من أجود أنواع الحرير) وحاول أن يتناسى شكلها وضحكتها التي كانت أول ما جذبته..صمت الجميع فجأة عندما رؤوا علامات الألم تعلو وجهه..لكنهم لم يشغلوا بالهم لأنهم اليوم يريدون فقط الفرحة لا شئ سواها..(كما تعلمون هناك نوع من الأهالي لا يهمهم سوى أنفسهم ويجبرون أبنائهم على فعل فقط ما يسعدهم )..خرج ل يستنشق بعضا من الهواء..وصرخ بأعلى صوته لا أريدها ي الله كن معي..كيف سأسمح أن تمسك يدي يد أخرى وأقيدها بمحبس يصل اسمها باسمي ويصبح قلبها وجسدها وعطرها ملكي ..كل هذا الذي جرى وحبيبته ما زالت جالسة على سريرها تفكر به وتحاول جاهدة رسمه لكنها في كل مرة ترسمه بها كانت تمزقها وتلقيها لأنها تغار عليه حتى من اللوحة والألوان..دخل للداخل وهو يجر خيبته معه..هل من أحد بالداخل ينقذه..إنهابحاجة إليه وهو أيضا لا يستطع الاكتمال دونها..القمر كان الشاهد الأول على وعودهما السابقة بالبقاء وكم كانت السعادة تغمرهم بقرب بعضهم..وكل ما يراهما القمر كان يتذكر خيانة الشمس له..والقمر تفتت قلبه عندما رآه يعاني وحيدا..اضطر للدخول بعد مناداتهم له(تعال عروستك ب انتظارك)..جالسة ك الأميرات والتاج يعلو رأسها وكل شئ بوجهها مرسوم كحديقة ملآنة بالزهور الزاهية والعطر يفوح بالارجاء..لكن كل ذلك لم يحرك به شعرة واحدة..لأن كل الملكات والأميرات لا يراهن كما يراها..لأنها وحدها من ملأت قلبه..يكفي انها تملك ضحكة تسحر بها القلوب..نظر إليها نظرة يملؤها الكره..وكأنها لعنة تلاحقه..بدت له أنها هي التي تجلس أمامه..فرك عينيه مرة تلو الأخرى ولم يستوعب حينها هل هي حقا أم أخرى تشبهها..وهكذا أكملوا مراسم الخطوبة وتمت الخطوبة..بدأ الكل بالتهنئة وانتهى الحفل ورقص جميع الأقارب ثم ذهبوا ل ل بيوتهم.. وأصبح هناك محبس وفتاة تفصله عنها(بعد حلول الليل ذهب ل يسترح قليلا وفكر بطريقة ليخبرها عن خيانته لكنه فضل الكتمان)..لأنه لا يريد أذيتها..فعل هذا وكأنه تحت تأثير سحر ما..وليس باستطاعته التفوه ولا إفتعال حرب من أجل أن يكملان الطريق سويا..سرق سعادتها وألقى بها في قلب خطيبته..وابنة قلبه..التي لقبت بالحزينة..فتاة مزينة بالبساطة وقلبها من شدة بياضه ملئ بالثقوب…لكنه لم يعرف قيمتها..استغلها ثم رمى قلبها في سلة المهملات ومشى فوقه وهذا كله أدى لوفاة ذلك القلب وعمل له مراسم الدفن..أخذ روحها عنوة ثم ملأها بالحزن..قتلها ورماها للوحوش البشرية آكلة اللحوم..من لحظة جريمته هذه وجسدها غرقان بالدموع..باستخدامه مفتاح العلب فتح جرح عميق بقلبها دون امتلاكها ل خيط وإبرة..لقد ذهب دون عودة..وهذا حولها ل جثة هامدة وهي على قيد الحياة..إبتعد دون أن ينطق حرفا واحد ك سامحينني مثلا

إقرأ أيضا:كيفية التخلص من رائحة البهارات فى المطبخ

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
مذكرتي ، بقلم: أزهار الشهوان
التالي
إنها السيجارة الرابعة..، بقلم: نور أحمد الجداونة/الأردن

اترك تعليقاً