مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم وميض عامر

ضجيجٌ صامتٌ
ما نخفيه أكثر بكثير مما نظهره، نُحيك من التجاهل ثوباً نرتديه كي تمضي بنا الحياة بلا تعثر، قد تبتسم من خيبة أمل، وتضحك من وجعٍ دفين، قد تشعر بأن العالم بأكمله متكئ على قلبك، قد تلتزم الصمت رغم ضجيجك من الداخل وتصبح مُنهك من قواك ومن تخطيك للأمور وكأنها لم تكن، ومن ارتداء قناع الشخص الذي لا يهزم ولا يُهز،تسئم اعتياد الناس على رؤيتك تمضي بكامل قواك كمن لا يقدر على سحقهِ أحد، ونسيانهم انك ربما تحتاج إلى يدً تحملك من حين لآخر.
يظنوا أن صدرك متين، وأن ظهرك جداراً لا يُهدم ولا يلين، فيأخذك حوار الذات إلى عالمٍ آخر متسائلاً :
من أخبرهم بهذا؟
من قال أن روحي لا تتألم وأن قلبي لا يكسر؟
ّاللّٰه يعلم أنني لم أُخلق بقلبٍ من حجر وأن البقاء بكل هذا الثبات لم يكن سهلاً، لا أحد يعلم ما يختبئ وراء ابتساماتي، وما هي براكين روحي، وما أخشاه وما يؤلمني،وما صراعاتي،ما عدد صفعات الخذلان التي أخذتها ، كم كانت صلواتي المحملة بدعوات ودمعات ، وكم طال سجودي ليلا؛ كي يسقط عن عاتقي بعض ما يخنق صدري، وكم عانيت لأشق طريقي بمفردي دون الإتكاء على كتف أحدهم.
من الجيد أن لا أحد يعرفني جيداً ليكتشف كذباتي وكم كانت الأحداث المختبئة خلف “لا بأس كل الأمور على ما يرام” سيئة جداً
فأنا لا أحتمل الشفقة، أنا التي اعتاد الجميع على توهجي وصلابتي، أنا التي اكون عون لمن احتاجني، أنا من أُساعدهم على رسم الطريق وتخطي عثراته، لا أحتمل أن يكون أحد حكيماً على قصصي.
أنا التي أصر على الحياة، أغلبها تارة وتارة تغلبني وتبكيني وفي كلتا الحالتين لا زلت أعرف كيف أقاوم بالصمت
لا أعرف متى استسلمت للصمت، حتى نسيت كيف يمكن للمرء أن يبدأ حديثاً ما وبماذا يُنهيه
فبعد أن تعتاد الصمت وتعتاد التعامل مع مشاكلك بمفردك،؛ لن تتمكن من مشاركتها لأحدهم مهما حاولت لن يصل صوتك المنهك إلى مسامعهم، وحده اللّٰه يسمعك دون أن تنطق….

إقرأ أيضا:ما هي أضرار الخمر

Leave your vote

21 points
Upvote Downvote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم نغم العلي
التالي
نص نثري بقلم مادلين اسماعيل

اترك تعليقاً