مقالات ونصوص متنوعة

نص نثري بقلم نغم العلي

حبٌّ عتيق

لطالما أني أنتمي إلى عصرٍ قديم لايشبه مانحن عليه اليوم البتّة.
قررت أن أحبك بمثل هذه الطريقة، سأجعل عشقي لك عتيقاً بكل ماتحمله الكلمة من دفءٍ و طمأنينة.
أرى علامات الدهشة على وجهك
أظنك تفكر بكيفية حصول هذا أليس كذلك ؟!
حسناً يا شقيق الروح سأخبرك.
بدايةً لن يكون هناك أية وجود للهاتف و وسائل التواصل الاجتماعي مادمنا معاً
سأكتب لك رسائلاً كثيرة، أروي لك تفاصيل الأيام وشوقي إليك، و أقوم باسترجاع ذكرى تواريخنا المميزة و إخبارك
بما كنا عليه ذات يوم وبما نحن عليه اليوم، كم تفرحني تلك الذكريات و يفرحني أيضاً ازدياد أيامنا و أعوامنا معاً ياكلَّ العمرِ.
رسائلي تزداد كل يوم و أنا في انتظار لقائنا القادم حتى أتمكن من إعطائك إياها، تبّاً لهم لقد ألغوا صندوق البريد، لم يتنبهوا لأولئك الذين لن تغريهم التكنولوجيا يوماً.
أوراقي ممزوجةٌ بالحنين لعينيك والشوق لعناق يديك، ممزوجة بسيمفونية ضحكتك
تلك التي عجز بيتهوفن ذاته عن وصفها و تلحينها.
أضع على الظرف الخارجيّ عطراً اشتريته اليوم يحمل رائحة الأشياء المعتّقة، يحمل رائحة الورود المجففة.
ونلتقي عزيزي
نغلق هواتفنا لاشيء في الحكاية يحتاج إليها، نتحدث كثيراً و أعانق يديك كطفلةٍ وجدت أبيها للتوّ بعد سنواتٍ من الغياب
أنظر في عينيك، ليأتيني إلهامٌ كبير لكتابةِ شيءٍ جديد، فأنا منك أستمدّ أبجديتي، و هويتي، و حياتي.
تبّاً لك أيها الهاتف، احتجت لك رغماً عني لكنّ أمر التقاط الصور أهم منك الآن، لاشيء أحبّ إلى قلبي من صورٍ تجمعنا معاً تثبت للأيام والزمن أنك هنا داخل قلبي وبجواري أنا، أقرب إليّ من حبل الوريد.
لكني أعدك أيها الهاتف المغرور، سأحصل على كاميرا تأخذ مكانك لتعود أنت إلى المنفى حيث يُرغَب بك أما هنا لا أهلاً بك ولا مرحباً.
نذهب إلى الشام القديمة، لازالت تحمل رائحة البيوت العتيقة و الأزقة الدافئة، لازالت تحتضن رائحة الياسمين و تحتفظ بأسرار العشاق بعيداً عن مسامع الجميع، نجلس في مكانٍ يشبه ماوصفته قبل ذلك
وكيف لنا ألا نحبه لطالما جمعنا معاً، لطالما أنه شاهدٌ على عناق أيدينا و أعيننا لوقتٍ طويل.
أمّا عن عودتك إلى المنزل؛ أخبرك بالطقوس التي ينبغي علينا فعلها لنشعر بأننا مازلنا معاً بذات المكان
تبّاً للإنارة لا داعٍ لها هنا، المجد للشموع التي تعكس صورة الحب في كلّ مكانٍ تحضر به.
كوكب الشرق، يصدح صوتها في الأرجاء بعدما أنهى عبد الحليم الكثير من أغانيه
واعلم أني مع كلّ أغنية وكلّ كلمة من الأغنية أهمس لك بصوت عاشقةٍ عتيقة “أحبك”
اقرأ جريدة الصباح عزيزي حالما تستيقظ
أوّل خبرٍ فيها
أنك وحدك بكلّ تفاصيلك مَن يهب الحياة رونقها، والشمس إشراقتها، والقمر هدوءه، وحدك مَن تجعل الأشياء العادية مبهرة بمجرد النظر إليها.
ولاتنسى نهايةً ياحبيبي
أن تتمنى أمنية عندما ترى تلك النجمة اللامعة
و أن تسمع صوت قلبك و أنتَ تعدُّ النجوم وهو يخبرك بأني أعشقك.
لن أترك حكايتنا تشبه غيرها، سأغزل تفاصيلها بخصوصيّةٍ تامّة، تفاصيلٌ عتيقة، تفاصيلٌ دافئة

إقرأ أيضا:فلسطين الحرة، بقلم: رزان محمود الأحمد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم امنة سلامي
التالي
نص نثري بقلم وميض عامر

اترك تعليقاً