#أين الحب يا أمي..؟
******
لا يوجد بما يسمي “الحب”
هكذا قالتها أمي كإجابة على سؤالي لها.. أين أجد الحب؟
و عندما أعترضت على إجابتها، قالت: ستجدينه مع زوجك.
فـأنا حقاً لا أري الحب منذُ صغري بين عائلتي، كل ما أراه يصب في صراعات و بعض من الفرمانات التي نتلقاها رغماً عنا، و الجمود في معاملاتهم، لا أكتفي بإجابة أمي، و أطلقت العنان لقلبي، أصبحت أفكر دائماً باحثة عنه ، ليس فقط بين رجل و إمرأة، بل حقاً أنا أفتقد بينهما هذا الشعور..
فأنا أحلم به يومياً ، كلما تضيق بي الحياة بين أفراد عائلتي، أذهب للنوم لأسرق بعضًا منه، مرت الأيام و أنا أراقب كل من حولي باحثة عن الحب في أعينهم، أعلم دائماً ان كل ما بقلبك يظهر علي وجهك ويقرأه البعض بعينيك، و لكن دون جدوي،
فـمعظم الصديقات أصبحوا خائنات
و بعض الأقارب بينهم صراع نفسي من الغيرة، و هوس المال، و أهل الزوج يستعبدون، و أهل الزوجة متسلطون، و من تجد معه جزء من الراحة فإنها لن تدوم، و يضربك بالصاعق في التوقيت المناسب الذي ينهي علاقته معك و ينهي بداخلك الطمأنينة و تزول ثقتك بمن حولك،
و هكذا بدأت أعتاد حياتي، حتي اتي اليوم الذي يجمع بيني و بين زوجي، الرجل الذي سوف أصُب كل مخزون الحب بداخلي له، هو لا يشبه فارس أحلامى الذي يزورني كل ليلة و لكن لا بأس، فالشكل والروح لا يتطابقا و كل شخص لديه مميزاته الخاصة، حتماً سأجد معه الحب الذي كانت تحدثني أمي عنه كثيراً، و ما حدث كان عكس ذلك تماماً،
كسر كل شيء بيننا منذُ زواجنا.
والله يا أمي لقد فعلت ما أمرتيني به و لم أحصل علي ما أتمناه حتي الآن، هل سأموت و انا مازالت أستجديه فى عيون من حولي..؟!
ألهذا الحد اصبح كل شيء مخيف..؟!
ساظل اعطي دون مقابل..؟!
ألم أجد شبيه قلبي..؟!
لقد نفذت طاقتي علي الاحتمال، ولكنني ما زالت اعطي دون مقابل
لا أجد العطاء مع غيره، فهو الله سبحانه و تعاليٰ، يعطي نِعم لا تُعد و لا تحصي، لم أجد الراحة إلا بقربه، أغتمنتُ الآمان في سجدة له، و رغم اقتناعي بما يحدث حولي، فيقيني بالله أقوي، كلما أقتربت منه تُغمرني قوة و راحة، لا أجدها فى بشر، راودتني قصيدة ” بگ أستجير” للشيخ “إبراهيم علي بديوي”
وبحثت عن سر السعادة جاهداً * فوجدت هذا السر في تقواك
فليرض عني الناس أو فليسخطوا * أنا لم أعد أسعى لغير رضاك
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي * وتعينني وتمدني بهداك
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي * ماخاب يوما من دعا ورجاك
يارب هذا العصر ألحد عندما * سخرت ياربي له دنياك.
Comments
0 comments