مقالات ونصوص متنوعة

ليلة ميلاد” بقلم حسن تحسين الطراد

ليلة ميلاد

كانت تقرأ له تلك الليلة كما طلب منها، في هذه الحالة تجلس على حافة الكرسي تواجه الحائط المزين ببعض إطارات صورهم الشخصية وسرب فراشات، تختار هذه الطريقة لا تواجه عيناه أثناء القراءة تتركه يعبث بقلمه أو ينزع خاتمه الفضي ويلبسه مرات ومرات وهو يتابع ايقاع صوتها الذي يسير مع سطور الرواية كأن أشخاص الرواية هم من يتحدثون ، هذه الليلة كان هو خلفها يفرد خصلات شعرها بفرشاة الشعر ويبدأ
جمعها على شكل ضفيرة”ذيل الحصان” ، خفق قلبها أصابعه تنسج فخاً لأنوثتها هذه الليلة، أصابعه تزرع بذاكرتها شيئاً لا ينسى… رصيد من المشاعر ستساعدها مستقبلاً أن تغفر له الكثير من الحماقات،
إمرأة متسامحة تدير حياتها الشخصية كما ترى هي.. وليس كما يريد الآخرون أن تكون، لذا كل الوشايات التي وصلتها إما من خلال رسائل هاتفية بدون اسم المرسل.. أو من خلال حديث مباشر لمن تدعي صداقتها لم تفد بشيء… ثابتة هي
ترى فيه ما لا يراه الآخرون هو طفلها أحياناً… وأحياناً أخرى الرجل الذي تستند عليه في الوقت المناسب،
ليلة رأس السنة وذكرى ميلادها كانت قد سجلت له على “قرص الذاكرة” أجمل أغاني “نوال وليلى غفران” هذه الأداة السحرية بإمكانها تخزين المئات من الأغاني لكنها تكتفي بمجموعته المفضلة، فتاة مختلفة في كل شيء.. حتى في طريقة الاحتفال بذكرى ميلادها… وزعت شموع العطر على أطراف الطاولة طبقين من حلوى البانكيك مزينة بفاكهة الفراولة، وأرتدت فستانها الأسود من حرير الساتان الرقيق، أختارت ثلاث روايات لكنها وضعت.” آخر إصدار الكاتبة أحلام شهياً كفراق” من الأعلى تعلم أنه أتم قراءة ذلك الكتاب فور أن أحضره لدى صدوره… لكن القراءة بصوتها الذي كان هبة لها من السماء هو شيء أخر، عند التاسعة كان عليه بحضوره أن يواجه ثلاثية الموسيقى وعيونها وحفلتها البسيطة، فستانها الأسود بالطبع كان صعب أن تتجاهله عيناه مكشوف من الصدر على شكل هلال تغطيه طبقة مفرغة من الدانتيل.. ليس بالقصير ولا الطويل… لكن مع خطواتها وهي تنتقل بين جهاز الكمبيوتر المحمول وحول الطاولة يظهر على أنه قصير،
يطلب أن تقرأ له، تدير ظهرها وتبدأ تتبع الكلمات بإصبعها المطلي بدرجة لون من درجات التركواز وبنقش حناء بزخرفة جميلة وكي لا تُفَوت كلمة أو سطر، يبدأ هو بلف خصلات شعرها وينسج ضفيرة “ذيل السمكة”
في ليلة ذكرى ميلادها تحظى هي بقلبه وبضفيرة شعر “ذيل السمكة” تعانقه عناق طفلة يسقط كتاب “شهياً كفراق” من على ركبتيها
ربما لأن تلك اللحظة يناسبها أن يكون اللقاء شهياً لحظة لا تتماشى مع مترادفة الفراق.
#حسن_الطراد
#أبو_عمر
يوم ميلاد سعيد

إقرأ أيضا:علاقة الخلايا الجذعية و السكري

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الأفكار السبع ” بقلم ياسر الصادق محمد
التالي
تصبح الأشياء عادية ” بقلم سارة مصطفى شقيف

اترك تعليقاً