مقالات ونصوص متنوعة

الأفكار السبع ” بقلم ياسر الصادق محمد

نص بعنوان(الافكار السبع)

عند منتصف الليل تحاصرني جنود أفكاري تطل على من نافذة الحُلم و انا مستلقي على حافة ذلك السرير الذي لطالما إنغمست به حزناً و شوقاً لماضي كُنت أظنه الأسوء و لم أدرك ما تخبه لي الحياة في قادم الصفحات،في الليلة الماضية حَلمت أني إلتقيت بامراة اسمها (ام درمان) و كان صغيرها (درمان) يقف بقربها و يشد على ثوبها ليختبىء به حدثتني قائلة:
=هل انت من هنا؟
-لا،انا عابر طريق.
=و اين وجهتك؟
-عيناها.
=و هل ستسير طويلاً باحثاً عن أعين ليست لك؟
-يكفيني أن اجد تلك الاعين و أمعن النظر بهما و انصرف دون حديث.
=أتحبها؟
-لا…لا أعتقد أن ما أكنه اتجاها حُب،ما في قلبي لها شيئاً اسمى و أعمق من كل تلك المسميات التى تُنقص مقدار الشعور ما أعرفه أني أميل إليها ما استطعت اليه سبيلا غارقاً انا حد الهوى يا “آمنه”.
=اذا اذهب،اذهب و ابحث عنها علك تجدها.
-الى اللقاء يا عزيزة أرضي.
و اختفت آمنه و درمان خلف حائط منزلهم الحائر بين التماسك و السقوط و ستر حالها.
في ذات الحُلم و في طريق عودتي التقيت “ام درمان” مجدداً و دار حديثنا كالآتى:
=هل التقيتما؟
-لا،لم نلتقى.
=اذا متى ستلتقون؟
-اذا رضيا القدر.
=و متى يرضى القدر؟
-اذا التقينا.
هنا ألقت علي نظرة لم أفهمها أرمقتني شعوراً بالغرابة اللذيذة اللاذعة كأنها تقول عما قريب شراعاتك مسافرة و سيرضى قدرك.
فجأة! دقت طبول الحرب داخل رأسي جاء استيقاظي مفاجاً عادت أفكاري تناظرني من نافذة الحقيقة كانت سبعة أفكار سريالية خالدة في ذهني تتمثل في (حقيقة منَ هي ام درمان،متى سيرضى القدر،صاحبة العينين،نظرة آمنه،حُبي لها،الماضي المؤلم و القادم المبهم) هؤلاء كانوا قادة حرب شنتها الأفكار على حواسي أفقدتني المنطق من على سطح المعقول و أبقت على الحيرة دوامة تدور بداخلي.

إقرأ أيضا:لست أشوس بقلم:لينا سعيد مرعي “نص نثري”

السابعة صباحاً…انه صباح جديد أفتتحه ب اغنية “حجه آمنه” و انا في طريقي الى البقعة “امدرمان” لكي ارضُي “أقداري”و التقي صاحبة “العيون العميقة” لتلقي علي “نظرة تشعرني بالغرابة” لتمحي من ذاكرتي “ماضي حزين” لا وجود له معها و تبشرني “بمستقبل قادم” فيه السعادة الى جانبها،لتنتهي الحرب معلنة فوزي على سبع خصوم من خلف نافذة الحُلم?.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
‘ عابرة المقهى ‘ بقلم إسراء محمد بني عطا
التالي
ليلة ميلاد” بقلم حسن تحسين الطراد

اترك تعليقاً