مقالات ونصوص متنوعة

سيدي يا سيد الشهداء “بقلم يزن ابراهيم الجخادبة

(سيّدي ، يا سيّد الشهداء .)
بدأت حكاية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، من صرخاتِ ولادتهِ وهو في حضن أمه زهوة أبو سعود لتعدوا بعدَ خمسة وسبعونَ عامًا إلى باريس لتتسرب شهقاتها الأخيرة هناك، لكنَّ الحِكاية كانت تحملُ في طياتها أحداثٌ كثيرة، كانَ أولها تعلقهُ ما بين اللهجة المصرية التي اكتسبها من العيش في القاهرة والأخرى الفلسطينية التي تشربها من خالهُ عندما ذهبَ للعيش معهُ في القُدسِ، كان ذلك الحدث مفصليًا في حياة ياسر عرفات، والأحداث تتابعت بشكلٍ رهيب، فقد اختار ذلك الفتى دراسة الهندسة المدنية لكنه لم يعرف يومًا بأنَّه سيكون مهندس الثورة الفلسطينية من أراضي بيروت بجوار رفاقه الآخرين، وهُنا بدأت حياة عرفات العسكرية المنظمة، كانَ عازمًا أنْ يَتعرَّف العالم على فلسطين من خلالِ تلك الثورة التي قادها من أجِل التحرير ويشهد تراب بيروت على ذلك، انقلبت الأحوال بشكل رهيب لم يتوقعها عرفات يومًا فذلك الشاب ينتقلُ من مقاعدِ الدراسة إلى ميادين المقاومة الفلسطينية، لم يُفكرُ يومًا بِأنَّ خطابهُ في جامعة القاهرة أمام طلبة الجامعة سيكون بوابة مجدٍ جديدة له ومقدمة إلى خطابٍ تاريخي على منصة منظمة الأمم المتحدة يلقيه أمام أسياد العالم كله من مشرقه إلى مغربه، والمجدُ الأخر وضعه لِسلاح المقاومة على زنده ولم يأبه لأحد، تلك عظمة عرفات، أفكَّرَ يومًا ذلك الشاب بِأنَّ إعلان يوم غدٍ إضراب في جامعة القاهرة عندما كان مسؤولًا عن إتحاد الطلاب الفِلسطينيين سيكون مقدمة لخطابٍ تاريخي في أرض الجزائر بإعلانه اِستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ويكونَ هو حامل لواء الدولة، أفكرَ يومًا ذلك الشاب الذي كانَ مفعمًا بحب المشاركة في المظاهرات التي اجتاحت ميادين مِصر في خمسينيات القرن الماضي سوف تكون بوابة مجدٍ أخرى تقوده لمقولته الشهيرة في الأمم المتحدة”وبندوقية الثائر في يدي وغُصن الزيتون في يدي فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”، تلكَ هي مقتطفات من حياة ياسر عرفات الذي بقيَ حيًا في قلوبنا، ذلك القائد الذي كان محبوبًا لدى شعبهِ فأحبه الصغير قبل الكبير والدالُ على ذلك حين ودع شعبه قبل الذهاب إلى العلاج في باريس، وكذلك حين عودة جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن، في ذكرى السادسة عشر لرحيل جسدك عنا قلت ذلك لأنَّ؛ روحك بقيت هنا معنا ولم ترحل فأنت الفكرة والفكرة لا تموت، ستة عشر عامًا ونحنُ أيتام فوق يتمنا، لو تكلمنا حتّى آخر رمق فينا لن نكفيك حقك، واللهِ عجزت النساء أنْ تلد مثل ياسر عرفات.

إقرأ أيضا:الخطة الفردية العلاجية لطالب صعوبات تعلم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نص نثري بقلم ليلى فراس أبوزكلي
التالي
الرابع من تشرين الثاني “بقلم إسلام يمان الجهماني

اترك تعليقاً