مقالات ونصوص متنوعة

رسالة نهاية العام ” بقلم رهف مجدي جديتاوي

” رسالة نهاية العام”

ربّما تقول أنّ هذا العام كان صعبًا عليك، ربّما عانيتَ فيه من فقدِ عزيز، وربّما اقتحمت الهموم جدران منزلك .. ربّما فتّت الهموم قلبك أيضًا، وربّما تآكل فؤادك، وربّما كان عامًا طويلًا – على حد زعمك – وسحقك سحقًا ..
ربّما تدّعي يا صديقي أنّ أيّامك اشتدّت .. ربما تلعن 2020 وغيرها، متناسيًا أنّ اللّٰه تعالى يقول في الحديث القدسي :” يؤذيني ابن آدم “يسب الدهر” (وأنا الدهر) بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار” (متفق عليه)..
وأنت غافل ساخط يا صديق .. غافل عن عدد لا ينتهي من نعم وهبك الله تعالى إيّاها ..
وأنا أحثّك على أن تقنع وتشكر .. أخبرتك بها عدّة مرات، وأعرف أنك تعرف، لكنّي أريد أن تنفّذ ما تعرف..
ما تعيشه ليس حكم الأيام ولا صنيعها، وليسَ إرادة بشر .. إنّما هو قدرُ الله وقضاؤه .. فارضَ ..!
وأذكّرك يا رعاكَ اللّٰه، بأنّ الانتقال من عامٍ ميلادي لآخر لا يعني لكَ شيئًا كإنسان مسلم .. فـ “رُويدك”..
وأنّ ديننا دين تسامح ويُسر، ولا إكراه في الدّين، لكنّ هذه الأعياد ليست لنا، ولا يحلّ لك المشاركة ..
يضيقُ صدري لرؤية هذا يا رفيق ..
أذكر أنّي في الأعياد ( الفطر والأضحى اللذان لا نعترف بسواهما ) كنت أرى كثيرًا من الناس يبثون السلبية في الأرجاء .. ينامون طيلة النهار، ولا يعظّمون عيدهم وهو إحدى شعائر الله..
وذاتهم الآن، يسهرون الليل الطويل ليحتفلوا بما يخالف عقيدتهم وملّتهم .. ويهنؤون بعضهم بما لا يمثلهم.. يسيرون مع التيّار ..
أوصيكَ يا صديق، بألّا تسير مع التيّار، فهذا التيّار نهايته هاوية..
ومبادؤك التي حدّثتني عنها لا تُعرَف من كلامك .. إنها تظهرُ عند اختبارها ..
فإنْ تزلزلت هذه المبادئ عند أول مطب، فلا تزعم بأنّها كانت عندك..
إنّما الصّعب هو مَن يكشف خبايا نفسك .. وإنّما نفسك ابتلاء ..
فاستعن باللّٰه عليها ..

إقرأ أيضا:مالكُ قلبي, بقلم :شهد أسامة الوشاحي “رسائل أدبية “

وتذكّر،، أنّك راحل، فاستعد ..

————

رهف مجدي جديتاوي

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
كبوت الليل “بقلم سديل رائد عبد ربه العزة.
التالي
وعود زائفة ” بقلم الاء عبد الجبار كايد

اترك تعليقاً